صحراء نيوز - متابعة
تلك قصيدة " الحجر الصغير" للشاعر المهجري الكبير " ايليا أبي ماضي" , وهي تحمل قصة رمزية عن حجر صغير في سد ضخم استصغر كيانه فترك الوجود فكان ذلك ايذانا بسقوط السد ومن ثمّ غرق المدينة , والشاعر في رائعته تلك يشير الى استصغار بعض الناس قيمتهم في تلك الحياة وذلك نظرا للدور الذي يقومون به الذي لا يساوي شيئا , فنجد الشاعر يهدم ذلك المعتقد من أساسه من خلال تلك القصيدة الرمزية الرائعة , فلوى أعناقنا وجعلنا نراجع معتقداتنا السخيفة التي تكمن داخلنا أن الانسان بحجمه و وظيفته التي يشغلها فاذا كانت وظيفة مهمة حكمنا عليه بأنه أهم من غيره , فالشاعر حمل الينا هدم ذلك المعتقد في صورة فنية أذهبت عن الفكرة جفافها...
سمع الليل ذو النجوم أنينا ...........وهو يغشى المدينة البيضاء
فانحنى فوقها كمسترق............. الهمس يطيل السكوت والإصغاء
فراى أهلها نياما كأهل الكـ.............. هف لا جلبة ولا ضوضاء
ورأى السدّ خلفها محكم................... البنيان والماء يشبه الصحراء
كان ذاك الأنين من حجر............ في السد ّ يشكو المقادر العمياء
أيّ شأن يقول في الكون........... شأني لست شيئا فيه ولست هباء
لا رخام أنا فأنحت تمثا........................ لا، ولا صخرة تكون بناء
لست أرضا فأرشف الماء ..............، أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء
لست درا تنافس الغادة الحد........... سناء فيه المليحة الحسناء
لا أنا دمعة ولا أنا عين.......................، لست خالا أو وجنة حمراء
حجر أغبر أنا وحقير لا ........................جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء
فلأغادر هذا الوجود وأمضي................. بسلام ، إني كرهت البقاء
وهوى من مكانه ، وهو يشكو الأرض.... والشهب والدجى والسماء
فتح الفجر جفنه... فإذا الطوفان........... يغشى (المدينة البيضاء)