بقلم : حامد حليم
هم أولئك الذين استفادوا من امتيازات على غفلة من ساكنة المنطقة في ظروف معينة من تاريخ هذا البلد، و تشتم رائحة اصابعهم وراء ما يجري بالمنطقة من تحركات و تحرشات بالنظام و الامن العام و سلامة المواطنين هنا و هناك.
تجار الفتن هي تلك الايادي الخفية التي تدفع بالعصبية القبلية كي تطفو على ساحة الاحداث لتعكير صفو التعايش بين العناصر المشكلة لمجتمع الاقاليم الصحراوية على اختلافها، حماية لنفسها و لمصالحها، ولتشتيت الانتباه عنها، و درء فشلها في القيام بواجب الحل و العقد وفق ما تمليه القيم و المبادئ و الامانة.
تجار الفتن هم الرافضة للتنمية الاقتصادية و الاستثمارات بدعوى استنزاف ثروات المنطقة في الوقت الذي يتنعمون بخيراتها و امتيازاتها وحدهم ودون عناء، هم نفسهم من يحتمون بشعارات خيراتنا كفيلة بتشغيلنا، هم اولئك الذين يحرضون الشباب العاطل و الارامل و الفقراء من ابناء جلدتهم على الاحتجاج و الاعتصام من اجل نيل بقعة ارضية معلوم انه لن يتم استغلالها في بناء بيت يقي الحر و القر نظرا لقلة ذات اليد، بل يتم بيعها لاحقا للوبي العقار الذي لا يخرج عن دائرة المعنيين في هذا الخطاب، و بالتالي يكون ذلك المفعول به أذاة غبية في تسمين جيوب هذه المافيا بالأقاليم الجنوبية، حتى يبقى البون الطبقي بين القطط السمان و أدواتها في رقعة جغرافية تسمى الصحراء المغربية.
تجار الفتن هم من لا يريدون الخير للوطن و لا للمواطنين و يعشقون السباحة في البرك الراكدة، هم التماسيح التي تبكي على الطرفين و تتقن اللعب على الحبلين في استبلاد لذكاء المسؤولين و المواطنين على حد سواء.
غير ان تجار الفتن قد افتضحت في اخر زمنها الذي ولى، و سقطت معه اوراق الخريف و التوت الذي غطى عورتها لزمن ، فهل يتعظ الحطب نار الفتن؟