صحراء نيوز- الداخلة نيوز:
"...وكما قلت في خطاب البرلمان، فإن الشرعية الديمقراطية والشعبية، التي حصل عليها المنتخبون، تجعل منهم الممثلين الحقيقيين لسكان الأقاليم الجنوبية، سواء على مستوى المؤسسات الوطنية، أو في علاقتهم بالمجتمع الدولي..."
الخطاب السامي الأخير في ذكرى المسيرة الخضراء بالعيون.
يبدو أن الخطاب الملكي السامي الواضح التعابير والعبر لازال يمر مرور السحاب أمام الصم العمي من زعماء الريع الإقتصادي والسياسي بالصحراء. شيء جميل جدا أن نرى مستثمرا "فاسيا" مع حليفه الإقتصادي يغدقون العطاء في فنادق الدار البيضاء ويجندون الصحافة والإعلام وجمعيات "العام زين" المنتمية لمدينة الداخلة ليعلنوا النفير من أجل دعم الديبلوماسية الموازية في القضية الأولى للمغاربة جميعا. وشئ جميل كذلك حين نرى هذه الغيرة الزائدة من محمد الزبدي ورضا السنتيسي على قضايا الوطن المصيرية وخصوصا قضية الصحراء.
وكبداية لإستقراء هذه الهبة لابد من قراءة دوافع الحليفين المتنعمين بريع وزارة المستر أخنوش لنفهم السر الخفي وراء غيرة الرجلين المفاجئة:
● الدافع الأول: أن الأول بات يشعر بخطورة فضائحه المعروضة في صفحات جريدتنا. مع ما حمله خطاب صاحب الجلالة من قطيعة مع نظام الريع والإمتيازات والتي يستفيد منها الرجل بفضل يده اليمنى في الوزارة "زكية الدريوش". أما الثاني فهو حليفه الإقتصادي وأحد أخطر المستثمرين على النظام البيئي بالداخلة. بفضل تجارته في دقيق السمك والتي لازال المستفيد الوحيد منها في ظل غياب منافسين له وأنبطاح السلطات بالجهة في حضرة أمواله العرمرم.
● الدافع الثاني: يحاول من خلاله الرجلين لفت الإنتباه لخدماتهم الجليلة في مجال الدفاع عن القضايا الوطنية. فالمعروف أن جل التقارير التي يستفيد منها أعداء الوحدة الترابية تخرج من الداخلة بفضل شراهة الرجلين في إستنزاف الثروات وإقصاء الساكنة من خيراتها. خصوصا وأن هذه النقطة تحديدا هي مربط الفرس في قطيعة الإتحاد الأوروبي الأخيرة مع المنتجات المغربية الصادرة من الصحراء. كما أنها السبب الرئيسي في المشاكل التي يتخبط فيها المغرب دوليا فيما يخص قضية الصحراء.
نفس هذا الدافع هو الذي يجر الرجلين لإيهام الرأي العام الوطني بهذه المبادرة السخية التي يقدمون عليها في عاصمة الوطن السياسية. محاولين إقناع المغاربة بأن من يحاربونا اليوم بمن فيهم موقع "الداخلة نيوز" هم ثلة من أنصار الإنفصال وأعداء الوطن.
لكن لإماطة الغبار عن واجهة ما ينوي الرجلين فعله. لابد من أن نتساءل مع باقي المغاربة بالداخلة وغيرها من المدن عن أمور شتى دفعت بالرجلين للفرار نحو الدار البيضاء بدل منطقة نفوذهم الإقتصادي.
إنه لمن العار أن يفر رجلين معروفين بإستثماراتهم الضخمة والخطيرة في آن على البيئة والساكنة نحو الدار البيضاء للدفاع عن قضية وطنية يبقى المعني الأبرز بها هم ساكنة الصحراء في المقام الأول. غير أن المرجح في هذا الفعل الذي يعد هروبا منهما نحو الأمام هو الفرار من تساؤلات ساكنة الداخلة وأحتجاجاتها بعد أن سئمت جشع الرجلين وعنصريتهما المفرطة والبينة في إقصاء ساكنة المنطقة من الإستفادة من خيراتها. وإلا فإننا نتحدى من منبرنا هذين الرجلين ومعهم صديقة العمر "زكية الدريوش" أن ينظموا ملتقاهم هذا داخل فندق ريجنسي او ما شابهه من الفنادق المحلية التي سيفترون على الحاضرين بأنهم المساهم الأكبر في تدشينها.
إنه لمن المخزي أن يؤدي مسؤول قسم الولاء في حضرة جلالة الملك ويخون ذلك العهد في لعبة مصالح شخصية هدفها كسر الإرادة المولوية الصادقة في دفع ملف الصحراء نحو الأمام وكسب الرهانات الدولية التي تتطلب من الجميع اليوم الوقوف وقفة رجل واحد لكسبها. وإنه كذلك لمن الإجرام في حق المغرب والمغاربة أن تنهب ثروتهم بالريع والفساد وتحارب وحدتهم الوطنية عبر إقصاء الصحراويين من الشغل والإستفادة. وتتباهى بخدمة القضايا الوطنية في فنادق الخمس نجوم بالدار البيضاء ونواحيها.
إن الديبلوماسية الحقيقية التي ننتظرها جميعا من الرجلين هي بخدمة تنمية المنطقة التي يجنون منها ثروة طائلة. وهي كذلك إعانة الدولة في جيوش العاطلين والبطاليين من حملة الشواهد في الداخلة الجالسين على قارعة اليأس. وهي في نفس الوقت المساواة في نظام الإمتيازات بين كافة المستثمرين وإحترام القانون والمواثيق الوطنية والدولية المهتمة بالجيل الثالث من حقوق الإنسان "الحق في بيئة سليمة" والتي يريد الرجلان إنتهاكها من خلال مصانع دقيق السمك غير المرخصة وعبر الكوطات المفتوحة مجانا في وجههم.
إن أكبر إنفصالي يواجهنا هو الفساد والريع والتسلط على وزارة الصيد البحري وشراء التفاهمات والهيمنة على الإمتيازات عبر تجنيد مجموعة من أنصار "زرقاء 200 درهم" للعب دور المناصر والمطبل والمغرد خارج السرب بدعاية "العام زين".
إن ما سيقدم عليه الرجلين لهو الجريمة بعينها وتكرار ببغائي لكبوات الملف السابقة. وتكريس لسياسة العودة للوراء في ظل ظروف دولية معقدة يشهدها ملف الصحراء إقليميا ودوليا.
وعليه فمن يرد دعم الديبلوماسية الموازية من خيرات الجهة فعليه إشراك شعب الداخلة في ذلك خاصة من المنتخبين والأعيان والشباب العاطل. والإستماع لمشاكل الجهة واراء الفاعلين. وليس الهروب من جحيم الفضائح الى جنان الفنادق وإستغباء الصحراويين بنظريات العام الجميل التي يكذبها محيط معاملكم الملوث ببقايا السردين "العفن".
ليبقى السؤال المطروح:
كيف سنواجه العالم ديبلوماسيا. وأمثال الزبدي والسنتيسي من مجرمي الثروة في واجهة المدافعين عن الملف..؟؟
أترك للشعب المغربي الإجابة فوحده من يعرف هذا الصنف من أوصياء الريع جيدا.