الصحراء نيوز- بقلم : محمد الصغير
في مدينة تظلمها الجغرافيا ويبكيها التاريخ تبدو فيها الوطنية مومس علي قارعة الطريق تباع وتشتري لأيادي تكره الوطن وتحقد علي التاريخ لا لشيء سوي أن عقولهم المريضة الصغيرة تقصر عن فهمها ...عن قدسيتها ...عن قيمتها.. عن مدلوليتها ...
في مدينة فرقتها السياسة كما تفرق الذئاب قطعان الأغنام الجائعة نخبة تدعي الوطنية والولاء وهي تمارس مهنة الكذب السياسي أمام الملأ فلا شيء يحشمها ولا يخجلها ..تدعوا من علياء رعونتها إلي الوطنية و الانتماءات المزيفة ...بين الأحزاب المعتوهة تفترق وعلى الإيديولوجيات تجني تدعي الإصلاح .وتلبس ثوبه وهو منها براء ..
سياسيون متغطرسون متشددون فلا هم يمتلكون عزة النفس وشهامتها ..ولا هم يثبتون إسلاميتهم وخصالها ..ولا هم كادحون من أجل الإنسان المهمش المحروم.. أية نخبة هذه ؟وأية أفكار هذه ؟في مدينة تعلو فيه أنات المرضى وأصوات المهمشين وتبكي فيه شرائح حقوقها الضائعة وأحياء صفيح تلد أخرى كما ولدت حواء من سيدنا آدم.. وعجز اقتصادي يخيم وارتفاع أسعار يعجز المواطن فيه عن خبزة يسكت بها صفير أمعائه فلا الناس أطعمته ولا نخبة الكذب السياسي هذه سألته عن قوته وتدعي له الفكر والقضية وتوزعه المبادئ صباح مساء.. فأية نخبة هذه؟ التي تغتصب مدينة بأكملها وشعبا بأكمله واقتصادا برمته ....لتقول نخبة نخبتها" الدولة أنا وأنا الدولة " أية نخبة تهدم لتبني , وتبني لتهدم؟ كتلميذ تعلم تحت الثري على ياجوج وماجوج ..هل قدرنا يا عروس الجنوب أن تقودنا عقول مريضة؟ أم قدر لنا أن نظل نتربص الدوائر علنا نعثر على كنز به صاع من حبوب الوطنية و الانتماء والإخلاص والولاء نغرسه حتي يكبر كما تفعل أيادي الكادحين من أجل حياة "المزارعين" لنطعم به صبية لازالوا يؤمنون بالأرض وأهلها.. ومعنى الولاء معنى الانتماء ومعني الإخلاص ؟....
أو قدر لنا أن نظل ننتظر ممثلا ينزل علينا من السماء ؟ ينقل همومنا الى الجهات المسؤولة ويلفت انتباههم إلى الأوضاع الكارثية التي نعانيها .
أية نخبة هذه وأية أفكار هذه ؟ أم أننا نحن مجتمع يهتم بالتجارب على حكمه بنفسه أم نحن أرض تسكنها البداوة بكل مفاهيمها واللعنة بكل معانيها ..والشقاء بكل ألوانه ..
أما كان لنخبة الكذب السياسي أن تعتذر لهذا الشعب المسكين الأعزل يتيم في تاريخه في مكانته ومن كل شيء مبتور ؟
أم قدرنا أن نظل بانتظار نخبة تعيش واقع شعب أعزل فمتى تصرف الأقدار عنا أمثال هؤلاء من الوجوه السياسية الذين نهبوا البلاد والعباد , حتى نجوم سمائها بدئوا التفكير في نهبها ... فأية نخبة هذه التي تتاجر بهموم العباد وأحزان العباد وأفراح البلاد تنتصر بنفاقها , وتنهزم بمواقفها لا تموت ولا تقضي نحبها ..لا تزكمها روائح الكذب السياسي الذي تمارسه لأنها اعتادته لا تمل ممارسته لأنها أدمنتها...
في مدينة لها خيراتها وثرواتها من سمك وتربة صالحة للزراعة تعيش فيها أسر على أنين أحزانها جوعا وتسافر أرواح على سرير المستشفى ألما وترحل أسر تحت أنقاض الحرائق احتراقا لجوعها
لا وجدوا من يطعمهم ولا المرضى وجدوا من يمرضهم ولا الحرائق وجدت من يطفئها ...
صورة قاتمة قدمتها نخبة لا تمل الجلوس على الكراسي مهنتها الكذب السياسي في مدينتي الجميلة على مدى سنوات ولا تزال تزيد في صورة بشعة تجعلنا نتساءل ما ذنب هذا الشعب الذي يملك هذه الخيرات وهو لا يزال المواطن فيه يعجز عن خبز صباح وحبات أرز وموزة لصغير يئن جوعا ...
وصرخات الساسة تعلوا أن المدينة بخير وأن العباد بخير وأن الأرض على خير وأن تلك الأحياء وتلك الوجوه البائسة ليست هنا ، بل صورة عابرة كانت هنا ذات يوم . فأية نخبة هذه أما كفاكم من الكذب الذي مارستموه بكل ألوانه وكل أحجامه وقد مللنا السياسة ومللنا الدعايات الزائفة فدعونا, ...
فيا للعجب من مدينة تؤذيها أفكار أبنائها وهي لا تزال في المهد ومن نخبة تمتهن الكذب السياسي ضدها لأنها لا تمتهن غير الكذب ...
فسحقا لنخبة كهذه وأفكار كهذه أما آن لنا أن نعي أن نعقل أن نعتبر .