صحراء نيوز - مراسلة خاصة : عمر بوزلماط
عاد الجدل مجددا حول الضجة الإعلامية التي أحدثتها شركة"Sound Energy"وشركة" Schlumberger" العريقة والتي تأسست سنة 1926..وطوال سنة كاملة, يعني منذ شهر فبراير 2016..وما تلاه من إعلانات تحمل إتيكيت" أكثر من المتوقع"more than expected..
وكالمعتاد, لم أفوّت الفرصة سواء سابقا أم لاحقا للتركيز بقوة, وكما توجيه الأنظار إزاء الحدث..طبعا, قد أعلنت عن فشلها في شهر فبراير 2016, أي منذ أكثر من سنة..حينما اطلعت على موقع حفر TE-6 ومن ثم TE-7 ~يعني قبل بداية الحفر آنذاك.. واليوم جاء الدور على TE-8.
عمر بوزلماط, لا يتكلم عن هوى..صرحتُ منذ سنة أن موقع الحفر, يتضمن حقولا صغيرة جدا ومتباعدة ورديئة المسامية..فعلا, هو ما تأكَّدََ ميدانيا على أرض الواقع..وإن أضافوا المزيد من الحفر, سوف يتأكدون أكثر..لكن, ما حصل اليوم~"فَلَهْلاَ يْزِيدْ أكْثَر"!
فبالنسبة لـ TE-6 هو عبارة عن حقل غازي بمساحة أقل من 6 كلم2..وسُمك الطبقة الحاضنة للغاز في حدود 8 أمتار..واليوم تقلصَتْ وأصبحت 5 أمتار فقط, لأن البقية نفذت مع طول التجارب..فمتى كان سُمك طبقة الغاز بـ 8 أمتار"وبمسامات رديئة" ومساحة 6 كلم2 في الفيافي النائية تجارية ؟ "هَادْشِي رَاهْ مُستحيل.!
وأما TE-7 فهو مجرد بئر جاف وعشوائي, وحيث أنه أثناء تعميقه إلى 2600 متر~ لم يجدوا به أي شيء..لماذا ؟ لأنه غير مرتبط بأي حقل غازي, فلولا الحفر الأفقي الذي تجاوز نصف كلم اتجاه امتداد حقل TE-6 لما استخرجوا منه ذرة غاز..فذات الحفر الأفقي اصطدم بتسربات غازية ضئيلة عبر الصخور, ومن امتداد حقل TE-6 الذي لا يبعد عن TE-7 إلا بمئات الأمتار..
وعلى ذكر هذه المعلومات أعلاه, سأكون قد دقَّيتُ ناقوس الخطر في مجاهل صحراء "تندرارة"معلنا حصول فشل شامل بفيافي المنطقة..وكما أجزم أنه~دون فسحي المجال للتدخل, قصد توجيه الشركة النفطية إلى جادة الصواب, سوف يرحلون حتميا خاوي الوفاض..وكما سيفر المستثمرون الملتفون بكثافة حاليا حول هذه "الشركة", كما يفر الناس من منازلهم أثناء حدوث الهزات الزلزالية..
وللإشارة, فاليوم سألقي الضوء على البئر الأخيرة TE-8 والذي هو موضوع المقال, وحيث يبعد بـ 12 كلم شمال/شرق موقع البئرين TE-6 وTE-7
لقد بدأ الحفر بنقطة TE-8 يوم 20 فبراير 2017, وما زال الحفر مستمرا بعين المكان إلى حدود كتابة هذه السطور, وهذه المرة أرادوا استهداف طبقة تخص زمن جيولوجي قديم Paléozoïque وأكثر عمقا مما سبق..لكن, فاقد الشيء لا يعطيه..لأن المكان يشهد فعلا سطوع إشارات غازية ضئيلة جدا أثناء تقدم الحفر, وهذه ظاهرة جيولوجية بمنطقة تندرارة..وفي مناطق أخرى عبر العالم, وهو ما يسمى غاز الأعماق" وخلال أيام ستختفي تلك الإشارات..ويسمى باللغة الفرنسية Le fond gazeux.
"لكن, لا وجود لأي حقل غازي تحت منصة الحفر..وبعبارة أوضح, سيغلقون ذات البئر, وسوف يوهمون الرأي العام بأن البئر ستخضع للتجارب, ريثما يخففون من هول الصدمة..هكذا تتعامل معظم الشركات النفطية والغازية عبر العالم..ومن ثم سيرحلون من الموقع بلا جدوى ولا أمل..وبيننا الأيام.
وللإشارة, تندرارة" غنية غازا ونفطا, لكنهم يجهلون المواقع كليا..ويصعب عليهم إستهدافها.
عن: عمر بوزلماط
صاحب موهبة فريدة وباحث في مجال استكشاف النفط والغاز.