الصحراء نيوز - بقلم : محمد جرو
لاغروة أنكم أعزائي القراء تتبعتم ولو قليلا بعض القصاصات عن الاستعراض الشامل لحقوق الإنسان بجنيف أو "محاكمة"الدول ومرافعاتها للدفاععن نفسها فيما يمكن أن تسجله"النيابة العامة الدولية"والتي حضر عنها من المغرب رئيسا السيد الأستاذ مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، كما انه يمكن أن اجزم وأقول بان الكثير منكم كون قناعة من ان المغرب المسمى في عناوين بعض المغرضين "أجمل بلد في العالم" وفي عناوين بعض الأبواق "دولة الحق والقانون"، هذا البلد الذي لا هو الأجمل ولا موطن الحق والقانون ولنكن موضوعيين نوعا ما ، فقد خطى خطوات ايجابية في درب الحقوق لن ننكره وإلا ونحن ننتمي لهذا الجسم الحقوقي، سنكون جاحدين، فمع الراحل "بنزكري "وهيئته التي دفن الكثير منها أو على الأقل منذ سبع سنوات ظلت التردد هو الذي يطبع عدم تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، مع هذه الهيئة التفت الجميع للمغرب،ومعها أيضا،أي الهيئة تم إعمال مبدأ "الانتصاف"وتمكن إلى حد كبير عدد من الضحايا وذويهم من رسم صورة مغايرة أخرى للبلد الذي قمعهم وأسرهم في سنوات الراحل الحسن الثاني ذات العنوان المعبر والعابر للقارات"سنوات الرصاص".
بيد ان هذا كله أخشى ان أقول انه بدا يافل أو يتراجع على الرغم من التقدم البسيط في بعض بنود القوانين ومنها الدستور المدبج "باحترام وسمو المواثيق الدولية" وتلك الطامة الكبرى فعنوان المرحلة محليا هو"التنزيل الديمقراطي لبنود هذا الدستور"ومن الذين شاركوا في التطبيل له "بالبنادر والطفلات والشيب واللافتات والنعمات الكبيرة المنتشرة في كل الأحياء والأزقة بمساندة جمعية أنشئت للغاية وهي 9مارس"والآن هم من يطالب بالتنزيل جزاء تصويتهم الايجابي ربما على الدستور، لكن الأهم هو خارج أسوار المغرب حيث 94دولة اقلها الصومال وليس تنقيصا لأنها في بعض المؤشرات التنموية نقترب منها ونحن الذين كذبوا علينا بوضع"اقل من العضوية وأكثر من الشراكة"بالنسبة لأوروبا التي تريد سمكنا وطماطمنا وصحرائنا وووو..
نعم 94دولة في محك جنيف تساءلنا وتوصينا خيرا بأبنائنا الذين يموتون أمام أبواب المستشفيات المهترئة في ظل "اراميد،وحقوق وحريات الرميد"بينما يمكن تحوير ذلك إلى استمرار الرشوة ب"ارا مد"وأوصتنا أخرى خيرا بنشطاء حقوق الإنسان وحركة20فبراير التي نفضت الغبار عن مطالبنا ونقابيينا وسياسيينا وقطفت العدالة والتنمية ثمارها وما اعترفت بل اكتوينا بعد ستة أشهر من شهادة سكناها بنيران البنزين والمازوت والسماء تنذر بالمزيد من الغيوم،وأوصتنا دول خيرا بصحراويين يحملون أفكار يجب ان نحترمها وحتى المتابعون منهم نوفر لهم شروط المحاكمة العادلة التي تغيب عنا للأسف وأوصتنا خيرا بالصحفيين وعدم تدبيج مدونتهم أو دستورهم المسماة قانونا للصحافة بالعقوبات السالبة للحرية لأنهم سلطة رابعة والآن أصبحوا سلطة خامسة مع الفايسبوك واليوتوب وتويتر وغيرها التي تشكل الرقابة الحقيقية والواقعية بالحجج الدامغة صوتا وصورة وأصبح المواطن نفسه صحفيا، وأوصتنا أخرى وسألتنا عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ودور لجنه الجهوية التي للتاريخ والموضوعية تضم فسيفساء لنشطاء سيثرون الوضع الحقوقي ان توفرت لهم الظروف لذلك وطالبت دول بتعميم هذه التجربة وسيقدم تقريره المستقل فيما بعد انئذن للجميع ان يحكم أو يحاكم التجربة،وآخرون طبعا سألونا عن المناصفة بين أفراد الوطن أو المساواة بين الذكور والإناث واحترام المواثيق التي صادقنا عليها ثم رفع التحفظات عن الأخرى...
هذا كوم وتقرير الخارجية الأمريكية شكل ثاني كما يقال،فقد أفرزت 15صفحة عن الوضع الحقوقي بالصحراء وتعرض المواطنين والنشطاء الصحراويين للاهانة وسوء المعاملة بدا بكديم ازيك الذي تكرر في كل التقارير كما طالبت "صديقتنا"أو هكذا يسوق للعامة،طالبت عدوة الشعوب باحترام حقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها والأخطر الإشارة إلى موت المواطنين بمخافر الشرطة وتحت التعذيب وسيظل اسم كمال العماري الناشط في حركة20فبراير بأسفي وكريم الشايب وغيرهما عناوين لمرحلة لاتقل عن سنوات الرصاص بالنظر لاستمرار قمع الحركات الاحتجاجية السلمية لم يسلم منها حتى القيمون الدينيون الذين "يهتفون ويدعون للملك".
ختاما المغرب ليس لاحقوقيا ولا أجمل بلد في العالم،الحيف الكبير هو في استمرار برلمان لايمثل إلا نفسه وبعدد كبير وميزانية اكبر أثقلت كاهلنا وأزمتنا،ويستفيدون من تقاعد بينما الغالبية العظمة بعد تخطي السلالم والدرجات يرمى لهم بفتات لايسمن ولايغني من جوع والصناديق بدأت تفرغ إلا صناديق الوزراء وذويهم والبرلمانيين وعائلاتهم والمدراء ودواوينهم والعسكر وزد أكثر؟ا لحيف أيضا يطال فئة الموتى قاعدون من صفوف الجيش وغيره والذين استبيحت ربما زوجاتهم يوما ما وبناتهم وشرد وانحرف أبناؤهم بينما هم عيون وحرس وعسس يحصون النجوم صيفا وشتاء في صحراء قاحلة بفضلهم وصبرهم وصلواتهم هطل المطر وأزهرت الأرض واخضرت واحمرت أوداج الخونة و "قوادة " زمراك والبصري وغيره فيما انكمشت وجوههم وعلا اللون البني جروحهم التي لم تندمل جراء ظلم أهل أو من يسمون أهل هذا الوطن الجريح الذي يقول عنه هؤلاء"أش أعطانا المغرب"في حين يجب ان يقال لهم"أش عطيتو انتو ما لهذا المغرب" ومع ذلك يستمرون ولا يخجلون في التبجح والتعالي.
إذا لم نتدارك الأمر ونسعى للانتماء للوطن وليس لأي احد غيره ونقدم له الولاء، فان الغد سيكون أحلك حين تسلم مفاتيح مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء التي تئن تحت وطأة الخونة والاسترزاقيين،والتي نسيرها إداريا،ستسلم المراقبة للمينورسو،إذا لم نوقف زحف وحش الاستبداد والفساد الذي استشرى في جسد الشركات والإدارات وبعض ضعاف النفوس وذوي الكروش المنتفخة من مسيريها شمالا وشرقا وغربا.
وأولا وإجرائيا وتضامنا فليتحلى البرلمانيون بالمواطنة ويتبرعوا أو يتنازلوا عن رواتبهم لصالحنا جميعا،بل يجب عدم منحهم تقاعدا البتة لأنه ليس من حقهم.ثم نقص عدد الوزراء وتكاليف كهربائهم ومائهم وكسوتهم وخدمهم وحشمهم.وأخيرا نقص عدد القصور الملكية أو تفويت البعض منها للمصلحة العامة للوطن.