صحراء نيوز - بقلم : أوس رشيد
عصر الجمعة بثت إذاعة شاطئ الوطية الصيفية خبر عاجل : يتعلق بإصدار السلطات قرار غلق شاطئ الوطية ابتداء من منتصف الليل.
مع العلم أن شاطئ الوطية لم يفتح إلا أخر شهر يوليوز الماضي وجل الناس اكترت البيوت والشقق وتنقلت يوم السبت قبل الاحتفال بعاشوراء في سيارات لاندروفيل و غيرها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في ظل ارتفاع درجة الحرارة و تحسبا للإغلاق المحلي و الإغلاق الوطني المرتقب بعد الدخول المدرسي .
شاطئ الوطية يبعد عن مدينة طانطان بحوالي 25 كيلومترا، لم يمكن بأي حال أن ترى فيه منتخب من المجلس الجماعي أو الإقليمي أو البرلمان يباشر عمله أو يشتغل لصالح السكان و الزوار حسب مراقبين ، وهو ما يفسر افتقاده " معايير السلامة والنظافة المتعارف عليها وطنيا" وغياب أي تحسيس ميداني حقيقي بخطورة الوباء .
المواطن المسكين ليس له الحق حتى أن ينصب لأطفاله خيمة صغيرة تقيه من حرارة الشمس على طول كورنيش شاطئ الوطية منذ مخيم اكديم ايزيك .
واكثر من ذالك عمل المجلس الحالي على إلغاء مهرجانه السياحي و الثقافي بعد تنظيمه لنسخة واحدة شكلت مهزلة بكل المقاييس وصلت أصدائها السيئة إلى مصب واد درعة المنكوب هو الأخر .
وطوال 5 سنوات المجلس الجماعي الغير متناسق فشل في تهييء و تأهيل فضاء خاص للتخييم وهو حق لكل مواطن ..
والكل سجل أن بلدية الوطية اكتفت سابقا بإصدار قرار منع التخييم رغم إلغائه بشاطئ فم الواد بالعيون ، ورغم ذالك اهتمت بالصفقات الواسعة الخيال ، الضعيفة التنزيل و الجودة وتحت إطار نفس المقاولات المحظوظة ، بدل تجهيز مخيم عائلي في مكان آخر تستفيد منه البلدية بمداخل جديدة ويستفيد منه المصطافين. لا بد إذن من حلول واقعية و دائمة ولابد من رجال جدد للمرحلة القادمة لتنفيذها !
واليوم أخر شهرغشت 2020 فلا وجود للمرافق الصحية " مراحيض " ولا وجود لأي علم يوجه المصطافين إلى حالة البحر، كما أن الشاطئ يفتقد لحاويات جمع القمامة ، وسجلنا غياب المُسعفين في عين المكان.
جماعة الوطية لم تكلف نفسها توفير مظلات وقائية سيما لرجال الوقاية المدنية الذين يشتغلون تحت حرارة الشمس الحارقة في غياب تام لأي " مرفق عمومي " يأويهم ويرفع من معنوياتهم النفسية، ويحافظ على " آلياتهم اللوجستيكية " من التآكل جراء رطوبة المنطقة رغم تأهيل الكورنيش ؟.
ورغم أن المواطن المحلي اعتاد على التخييم، تم منع الخيمة رمز هويته وتهميش مخيم " البطحاء" في نقطة نهاية الكورنيش الذي قمنا بدعمه إعلاميا وساهمنا بإمكانياتنا الذاتية من خلال حملات النظافة وتوعية المصطافين بتحصين المكتسبات و الحقوق الطبيعية قبل كورونا.
أن سكان الصحراء انتقلوا من حياة الترحال إلى التمدن في ظروف صعبة حرقت كل المراحل ، وتمركزوا بجوار السواحل دون أن تكون لهم ثقافة السمك أو يتم بناء إنسان قادر على الصيد أو إعطائه حصته من ريع رخص الصيد ، بل حتى المعطلين من حاملي الشواهد الجامعية المطالبين بحقهم في الثروة البحرية من اجل الشغل القار و العيش الكريم سجلوا التماطل مع مطالبهم الاجتماعية العادلة وكأنهم يحملون برنامج خاص بتهريب " السلاح " والمشكل دائما في تدبير المسؤول الأول ورؤساء بعض المجالس من أصحاب " مجدهم في جيبهم" مما يصنعون سياسة الاحتكار و توريث الفقر لأبناء الصحراء حسب تعبير مراقبين .
البحر من الوسائل التي سخرها الله تعالى و سيسخرها في تنمية الإنسان و الرقي بحياته اليومية ، و اليوم هناك تحول في نمط عيش السكان ، في غياب أي عمل ميداني لزرع الثقة و جميع الامتيازات في المنطقة الوهمية ليست موجهة للصحراويين وكان اخر التوظيف المباشر الذي تم اعدامه هو الاخر .
وأمام اختلالات الخيار الديمقراطي الركيزة الحاسمة للدولة ، وعدم مواكبة الفاعل السياسي لكل التطورات المتسارعة وغيابه عن مشهد الأزمة بل هو اليوم أزمة بعد ذاتها ، لم تعقد السلطة الإقليمية اللقاءات المنتظرة مع عدد من الفاعلين الجمعويين والاقتصاديين والاجتماعيين والإعلاميين لبلورة تصور عام حول الوضع العام للوباء واتخاذ قرارات بشكل بناء و هادف .
وكيف سيكون هناك تواصل و عمل جماعي و العديد من المواطنين صرحوا قبل جائحة كورونا أن عامل إقليم طانطان يرفض رفضا قاطعا استقبال المواطنين بحيث اعتبروا ذلك تحد وضرب للتعليمات الملكية السامية.
فقرار منع البحر كان بالامكان تزيله يوم الاثنين ويكون مقبولا لدى الجميع دون موجهة السخط الشعبي المعبر عنه بمجموعة من التفاعلات و السلوكيات، ويأتي أيضا في ظل التراخي الذي بات ظاهرا للعيان من قبل الجهات المعنية بعملية التحسيس و التوعية بإقليم طانطان للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين مع إلزامهم بارتداء الكمامات، وتفعيلا للتدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وحتى غالبية الأسر المعنية تفجأت بقرار إغلاق الشاطئ وهي تحتسي الشاي الصحراوي وتتبادل أطراف الحديث في احترام تام للتوجيهات والإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.
ومن ابرزا التعليقات على صفحات فيس بوك الجرائد الاليكترونية :
" غير مقدرو يجمعو البحر " ،
" لابد من خيام خاصة بالعائلات تحترم الخصوصية المحلية و تكون للكراء اليومي فقط " ،
"ساكنة طانطان اقرب شاطئ لهم للإصطياف والسباحة اخفنير أو الشاطئ الأبيض ؟" ،
" ينتبحرو كاملين ينموتو بصهد كاملين " في إشارة إلى استمرار استفادة عائلات مسؤولين من شاطئ الوطية وأرجائه .
ولسان حال المواطن اليوم بعد كل القرارات التي وصفت بالتعسفية و المتسرعة وحجب المعلومة و التلاعب بها بل وحتى تسريبها لأراذل القوم لخدمة الفساد كما يتداول الشارع المحلي :
" الذي يريد الضحك فليأتِ، إنني أخبئ نكتة، الذي يريد البكاء فليأتِ، لديَّ حصّالة دموع" .
و ختاما على المواطن احترام شروط التخييم وكل الإجراءات الخاصة بالحماية من المخاطر و الأوبئة .
و على الدولة المغربية مراجعة سياستها بالمنطقة و تغيير رؤوساء فريقها الترابي على رأس عدة أقاليم ، قبل فوات الأوان ، فالوضع بدأ في المرحلة الثانية من السخط الشعبي الصحراوي على تدبير الشأن العام بطريقة " يحرڭاس يمرڭاس يعملها تجي فالراس ".
لا يكفي طرد الناس بالقوة كفى من المقاربة الأمنية!!
- مدير الجريدة الاولى صحراء نيوز
- مدير نشر ورئيس تحرير جريدة دعوة الحرية