أعرب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور سعد الدين العثماني، عن تحيته لأبناء الصحراء المغربية الذين أبانوا في التعامل مع التطورات الأخيرة في منطقة الكركرات، عن صمودهم ونضاليتهم، معتبرا أن القضية الأهم في قضية الصحراء المغربية هو الانسان الصحراوي الذي أبان عن وطنية عالية وتشبت كبير بوطنه.
وقال العثماني، في كلمته خلال اللقاء التواصلي الرقمي مع أعضاء "المصباح" ومتعاطفيه بالجهات الجنوبية الثلاث مساء يوم السبت 21 نونبر الجاري، إن أبناء الصحراء عرفنا فيهم الوفاء والنضالية وبعد النظر وحب الوطن.
وأكد العثماني، أن قضية الصحراء المغربية "ليس لها معنى بدون انخراط الانسان الصحراوي والاهتمام به وأن يحس بأنه معزز ومكرم وله مكانة لائقة تنمويا وسياسيا واقتصاديا والحمد لله اليوم هناك جهود في هذا الصدد"، مشيدا بكافة أبناء الأقاليم الجنوبية الذين يساهمون من مختلف المؤسسات لتنمية بلدهم.
وعن المغاربة العالقين بمخيمات تندوف، وجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور سعد الدين العثماني، نداء للعودة إلى وطنهم الذي يفتح صدره دائما لهم، قائلا "لا يجب أن ننسى أن لنا أهلا في المخيمات بتندوف، هم أهلنا ونحن حريصون عليهم وحريصون على أن يعودوا سالمين غانمين الى وطنهم وهو دائما يفتح لهم صدره".
وأضاف العثماني، "نحن نوجه إليهم النداء على أن الوطن يفتح لهم صدره ومهما فعلوا فهم إخواننا ونحن نريد أن ينتهي هذا النزاع المفتعل، ونتمنى أن نجد العديد منهم بين إخوانهم".
ومن جهة أخرى، شدد العثماني، على أن المغرب برهن على أن ما يقوم به في الأقاليم الجنوبية ذو بعد تنموي لا غير، مشيرا إلى الطريق السريع بين تزنيت والداخلة الذي سيمكن من تحقيق تنمية في المنطقة ما يجعل الاستثمار يتدفق للمنطقة.
وأيضا، يضيف العثماني، هناك مشاريع الطاقات المتجددة سواء إنتاج الطاقة الشمسية أو الريحية في العيون والداخلة، فضلا عن تحلية مياه البحر وتوسيع محطة العيون والمحطة الجديدة للداخلة، وبناء ميناء كبير في الداخلة وهي مشاريع تنموية واستثمارية ستخلق عددا من مناصب الشغل وستفتح الآفاق أمام المستثمرين، يؤكد الأمين العام لـ"المصباح".
ولفت إلى أن قرار بناء مسجد كبير في مركز الكركرات الحدودي يؤشر أيضا على التوجه التنموي الانساني والحضاري في هذه الأقاليم الجنوبية العزيزة، لمواكبة الدينامية الاجتماعية والحضارية والعمرانية في المنطقة، فضلا عن بناء المؤسسات الجامعية في هذه الأقاليم، وذلك كله للإهتمام بالإنسان في المنطقة وتنمية المنطقة، يؤكد العثماني.
هذا، وأشاد العثماني، بمغاربة العالم الذين هبوا لنصرة قضيتهم والدفاع عن القنصليات، مثمنا الجهود التي يقومون بها باعتبار أن لهم دورا كبيرا في الدفاع عن القضية الوطنية ويردون على الذين يريدون أن يناصروا التجزئة والتفريق بين الشعب الواحد.
وفي علاقة قضية الصحراء المغربية بقضية فلسطين، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور سعد الدين العثماني، "نحن لا نجعل قضية الصحراء المغربية في تعارض مع قضية فلسطين"، مردفا "فكما نحن حريصون على وحدة المملكة المغربية ولن نفرط في حبة رمل من صحرائها، وكما قال جلالة الملك المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، فكذلك الشعب المغربي عنده تعاطف مع القضية الفلسطينية".
وتابع العثماني، في كلمته خلال اللقاء التواصلي ذاته أن "الشعب المغربي اليوم يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقفة قوية خصوصا وأن جلالة الملك رئيس لجنة القدس وطالما دافع عن القضية الفلسطينية وأعلن أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين"، مشددا على أنه ليس هناك أي تعارض بين القضيتين والمساريين، وتعاطف المغرب مع القضية الفلسطينية سيبقى في أعلى الدرجات.
وبخصوص التطورات الأخيرة في منطقة الكركرات، أوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن ميلشيات جبهة الانفصاليين عملت مرارا على قطع الطريق في منطقة الكركرات ومن خلالها عملت على انتهاك وقف اطلاق النار في المنطقة العازلة، مشددا على أن المغرب قام بجميع الجهود دبلوماسيا لحل المشكل وطالب الأمم المتحدة بالتدخل، باعتبار أن هذه الطريق دولية وليس طريق المغرب أو لموريتانيا فقط.
وأشار العثماني، إلى أنه، "لما قطعت هذه الطريق وبقيت العديد من الشاحنات في التراب المغربي والأخرى في موريتانيا وتضررت مصالح مجموعة من الدول، تدخل المغرب بشكل متزن وسلمي ليعيد الأمور الى مسارها الطبيعي، باعتبار أن هذا القطع خرق لاتفاق وقف اطلاق النار وأيضا اعتداء على حرية التجارة العالمية واعتداء على ساكنة المنطقة واعتداء على العلاقات المغربية الافريقية".
وأكد المتحدث ذاته، أن التدخل المغربي ليس بعمل عسكري مباشر وإنما عمل سلمي يؤمن به تلك الطريق وفعلا قامت القوات المسلحة الملكية، يضيف العثماني، بتدخل تقني مهني لإنشاء حاجز أمني يؤمن هذه الطريق من هذا القطع المتواصل لتلك الميلشيات ولم يكن هنا أي احتكاك بين القوات وأي عناصر أخرى لا المدنيين أو باقي العناصر على عكس ادعاءات بعض الابواق الإعلامية التابعة للجبهة الانفصالية.
هذا وشدد العثماني، على أن حزب العدالة والتنمية و هيئاته الموازية كان دائما معبئا لخدمة ونصرة القضية الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية، مضيفا "يجب أن ننسى مشاغلنا الخاصة والتقاطبات الحزبية لنتعبأ للدفاع عن مصالح الوطن وهكذا فعلنا في الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر فيروس كورونا وتحسيس المواطنين بخطورتها".