صحراء نيوز - كلميم
رحم الله العبادلة أباه وأسكنه فسيح الجنان، رحمه الله إنساناً ومثقفاً، وأديباً وفناناً، ومادحاً للنبي الكريم،.. مثل الإقليم فنياً وموسيقياً، ويكفي أن كل المجموعات الموسيقية التي انضم إليها أو أسسها حملت اسم الإقليم رغم أنه الفرد الوحيد فيها.
لولاه لما كان للفن الأصيل والعصري في المنطقة ورثة وحمَلة له، ولذلك ظل صوته وطريقته في الأداء مهيمنة على مجايليه ومن احترفوا الموسيقى والمدح بعد انسحابه واعتزاله، محتفظاً بكاريزما صلبة في المجتمع الأدبي والفني، رغم الإبعاد والإقصاء وعدم الإنصاف من المجتمع الذي أحسن إليه حباً وتمثيلاً.
كاريزما حملها معه إلى مثواه الأخير لا تخطئها العين، ويكفي أن نتذكر عباراته الشهيرة التي لا زالت تتردد إلى الآن في نفس السياقات، كعبارته التقديمية في كل شريط، وعبارته الترحيبية في الحفلات.
لقد اصطحب معه إلى المثوى الأخير سيرة إهمال مجتمع غنى له وتغنى بهمومه من خلال خوض غمار تجربة الإنتاج السمعي في شريطين خالدين أواسط وأواخر التسعينيات، رغم قلة ذات اليد وانعدام الداعمين، كانت عناوين شاخصة ومشخصة لتضاريس المجتمع وتطلعاته: البطالة، مقاومة جنوب لبنان، نسيم الصباح، التراث، خيمة الأجيال، شباب الإسلام، الأمانة.
لقد كان للفن ضرائب، ومما قيل لي منذ سنين عدداً، أن الفقيد قد أدى غالياً ضريبة إصراره على أداء إحدى أغانيه وأخرجه ضمن باقة شريط فني، ولم تكن الضريبة شيئاً آخر غير فقدان أي فرصة في التوظيف والشغل والخروج من البطالة التي حكى آلامها ووقعها في شريطه الأول"البطالة".
رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وغفر لنا وله وتجاوز عنا وعنه وأسكنه فسيح الجنان.
ماء العينين البدر