أكد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بالرباط، أنه لكي نحافظ على مصداقية مقاربتنا الاستباقية والتشاركية في مواجهة جائحة "كورونا"، يجب أن يبقى المواطن المغربي على اطلاع على جميع المعطيات العلمية الخاصة بالحالة الوبائية ببلادنا، وأن نتواصل معه بكل هدوء وشفافية.
وأضاف الإبراهيمي في تدوينه لها بحسابه بفيسبوك، مساء الأحد 18 أبريل 2021، أن الجمهور العريض المغربي طور خلال هذه السنة وعيا علميا وصحيا "عظيما"، يفرض علينا أن نمده بكل المعلومات العلمية والطبية، وتابع، "كلي ثقة في ذكائه الجماعي لتحليلها مما يجعلنا نتواصل كشركاء بشفافية كاملة".
وأردف المتحدث ذاته، لذا أظن ولنحافظ على مصداقية المقاربة المغربية التشاركية والاستباقية والاستشرافية يجب أن لا ندبر هذه الأزمة من منطلق ومنطق الخوف بل بشفافية كاملة وتواصل هادئ وصراحة جارحة إذا اقتضى الأمر.
أين اللقاح؟
في جوابه على هذا السؤال، قال البروفيسور الإبراهيمي، إن مما نحمد الله عليه ونفتخر به كثيرا، أننا سنتمكن قريبا إن شاء الله من تلقيح أكثر من 13 في المئة من المواطنين المغاربة، وفي ظروف وبائية مثالية، مما يجعل المغرب بخاصيات هرمه السكاني الشاب يقارن بالوضعية البريطانية.
واسترسل، في غياب تام بأي الالتزام أو انضباط شخصي للإجراءات الاحترازية، يبقى الأمل أولا في القرارات الاحترازية المؤسساتية التي يشتكي البعض منها لأسباب معقولة وكثيرا لأسباب لا يعلمها إلا الله، وثانيا بالتمكن من التسريع من وتيرة التلقيح الجماعي في سباق مع الزمن ومع انتشار السلالات المتحورة.
لكن هذا التسريع، يستدرك المسؤول العمومي، يبقى مشروطا بالتوفر على كميات كبيرة من هاته اللقاحات، وهنا "مربط الفرس"، فللأسف تبين قراءة سريعة في المعطيات الدولية أن الحرب استعرت للوصول إليها وتفرض على المغرب أن يكون مرنا وأخذ الأمر بعين الاعتبار ببراغماتية، في مواجهة هذه الظروف المتقلبة لسوق اللقاحات، أظن أنه حان الوقت لمزيد من تنويع مصادره.
قراءة في اللقاحات المتوفرة..
بخصوص لقاح أسترازينكيا، قال البروفيسور الإبراهيمي إن المغرب وبإعطائه كل التراخيص اللازمة لاستيراد هاته اللقاحات المصنعة بكوريا تمكن من تحصين هذا العدد السنوي، مما مكن من استهداف الفئات العمرية أقل من 60 سنة، معتبرا أن هذا الرقم هو إنجاز كبير.
أما بالنسبة للقاحات المستعملة حاليا بالمغرب، يوضح المتحدث ذاته، يظهر وكما كنا نخشاه فإن الضغط الكبير على لقاح أسترازينيكا سيزداد، لا سيما أن الحالة الوبائية بالهند ستجعلها توقف تصدير أي لقاحات ولفترة، وأردف، مع تراجع الدول الأوروبية عن قراراتها بخصوص هذا اللقاح سيرتفع طلب هذه الدول عليه، وهذا ما يدل عليه التغير الملموس للمواقف الأوروبية والإشارة الواضحة التي يرسلها تلقيح كل من الرئيس والمستشارة الألمانيين ورئيس وزراء فرنسا.
أما بالنسبة للتزود بلقاح سينوفارم وسبوتنيك، يتابع البروفيسور الإبراهيمي، فقراءتي لوضعيتهما لم تتغير، أظن أن الدولتان المصنعتان ستلتزمان باستراتيجيتهما التي تعتمد على "تقطير" و"تقتير" بعض الجرعات هنا وهناك للحفاظ على جميع التوازنات الجيوسياسية الإقليمية، وأظن أنهما ستبقيان وفيتان لسياسة ال 500 ألف جرعة من حين لآخر.
وتابع، نظرا للنجاح التي تعرفه عملية التلقيح بأمريكا، أظن أنه حان الوقت أن نصب كل جهدنا للحصول على اللقاحات الأمريكية التي ستكون متوفرة قريبا إن شاء الله، وأظن أن اللوجستيك المغربي تطور كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، ويمكننا من الناحية العملية التطعيم بهاته اللقاحات.
الإبقاء على الاحتراز والثقة في المؤسسات..
وخلص البروفيسور الإبراهيمي إلى أن هذه القراءة التي قدمها، توضح بالملموس أنه يجب أن نبقى أوفياء لمقاربتنا الاستباقية والمرونة البراغماتية، والتي تمكن من مواجهة أي مستجد في "سوق اللقاحات المتحور" كفيروسه حتى نصل إلى بر الأمان قريبا إن شاء الله.
وأكد على التعاقد المواطنتي الذي يجمعنا، وأردف، كما أني كلي ثقة في مدبري الشأن العمومي وبأنهم سينجحون في اقتناء أعداد كبيرة من هاته اللقاحات رغم التسابق الجنوني الحالي، إلا أني كلي أمل أن نعود إلى احترام كل الإجراءات الاحترازية والوقائية في مواجهة هذا الوباء رغم أننا "عيينا"، من أجل العودة إلى حياتنا الطبيعية قريبا إن شاء الله.