بعد مقال الجريدة الأولى صحراء نيوز حول وضعية السجناء السابقين بإقليم الطنطان جنوب المغرب، ثم يوم الجمعة 11 يونيو 2021 ، في محيط مقر قسم العمل الاجتماعي ، تسليم تجهيزات ومعدات ولوازم خاصة بمشاريع مدرة للدخل لفائدة عدد محدود من النزلاء السابقين بمؤسسات سجنية.
وأشرف على هذه العملية عدد من موظفي مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء و بحضور بعض موظفي قسم العمل الاجتماعي و عدد من رجال السلطة برتبة قائد.
العملية تمت بشكل ارتجالي وفي أجواء غير احتفالية مع تعمد تغييب الصحافة المهنية القانونية ، واستنكر سجناء سابقين هذه المقاربة التي تظهر غياب الشفافية و الاستمرار في تصريف تركة الأزمة المستمرة للإدارة الفاشلة للتنمية البشرية ، وهو مايتنافى مع إستراتيجية مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والهادفة إلى ترسيخ قيم التضامن والتآزر والعيش الكريم.
وفي تصريح للسجين بوغريون الطيب أكد أن المؤسسة رفضت طلباته لمرتين ولم يلقى أي توجيه أو رد أو مواكبة لملفه ،و لازالت عمالة إقليم طانطان هي الأخرى تحرمه من بطاقة إنعاش كان يتقاضاها قبل ولوج السجن .
وقال "أن حياتي تضيع خارج السجن ، أنا من مواليد 1975 ، ولازلت عازبا ومصيري مجهول" .
وعمل مكتب الدراسات السابق على إقصاء نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية السابقين من التنمية البشرية التي فشلت كل مشاريعها الورقية ولم تحفظ كرامة وقوة المعطلين اليومي، ليتم نسف برنامج دعم المشاريع الصغرى والتشغيل الذاتي ، وعرقلة فرصة تاريخية للاندماج الفعلي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بالجهة .
وحسب مراقبين لازالت بعض الجهات تحاول عرقلة أي تصحيح للمسار الحالي المعاق ، وتقوم بأخر الشطحات رغم تجديد اللجان المحلية للتنمية البشرية و إزاحة رئيس قسم العمل الاجتماعي .
وطالب بركا اسوالمي رئيس المنتدى المغربي للمواطنة و الدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم الطنطان بإدماج حقيقي للسجناء المفرج عنهم وفك عزلتهم بمشاريع متنوعة ، وتعبئة كل الموارد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء إلى جانب باقي الشركاء المعنيين.
ودعا الناشط الحقوقي إلى رد الاعتبار للإدارة الترابية و اعتماد أطر جديدة وخبراء مختصين في المجال ، وقبل ذالك شدد على أهمية تشخيص مآل كل الملفات و الطلبات المتراكمة في عمالة طانطان ، وزيارة رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ميدانيا لكل المشاريع المدرة للدخل للتعرف على مشاكلها ونسبة تشغيلها ، وتنويع التكوينات للتماشى مع حاجيات سوق الشغل ، ومع مؤهلات وقدرات المستفيدين منها المهنية والحرفية و مع احترام الخصوصية السوسيو-اقتصادية للإقليم المنكوب اجتماعيا وحقوقيا و اقتصاديا .
واستحضر بركا اسوالمي في هذا الصدد، الجهود الحثيثة المبذولة مؤخرا لتصحيح مسار التنمية و الصفقات العمومية و العقار من الجهات المعنية ، مؤكدا أن المشاريع المدرة تبقى فقط الشجرة التي تخفي الغابة ، وهناك الكثير من الإدارات العمومية و الجماعات تحتاج إلى عمليات جراحية مستعجلة لاستئصال الورم الخبيث الذي أصبح يرى بالعين المجردة .
فهل سيعرف الطنطان تنزيل حقيقي و كافي لمرامي وأهداف برنامج إعادة إدماج السجناء للحد من انتشار الجريمة و ترسيخ قيم التضامن والعيش الكريم ؟
وهل ستكون نتائج ملموسة للضجة الكبيرة الوطنية التي عرفها برنامج التنمية البشرية بإقليم طانطان ؟