نبه عبد الهادي بوصبيع، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بطانطان مساعي بعض الجهات إلى التحكم في الخريطة الانتخابية، معربا عن قلقه من تواجد مؤشرات دالة تهدد سلامة ونزاهة العملية الانتخابية بالإقليم.
جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع احتضنته عمالة إقليم طانطان صباح أمس الأربعاء 23 يونيو الجاري لتشكيل اللجنة الإقليمية لتتبع العملية الانتخابية.
وثمن بوصبيع حرص جلالة الملك على نزاهة العملية الانتخابية وتوفير كافة الضمانات لإنجاحها باعتبارها ورشا مهما في المسار الديمقراطي ببلادنا بهدف تقوية مكانته دوليا في مواجهة خصوم وحدتنا الترابية، الذين يتربصون أي هفوة لضرب المكتسبات التاريخية التي حققتها بلادنا في تعزيز الخيار الديمقراطي.
وأكد بوصبيع أن المغرب القوي في مجابهة التحديات الوطنية والدولية يحتم إنجاح المسار الديمقراطي في ضوء التنزيل الأمثل للتوجيهات الملكية لضمان نزاهة العملية الانتخابية وتخليق الحياة العامة، باعتبار الاقتراع الحر والنزيه مدخلا أساسيا للخيار الديمقراطي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالتصدي للممارسات المخلة بالمقتضيات القانونية والدستورية المؤطرة لهذه التوجهات والخيارات.
وكشف بوصبيع بعضا من مظاهر هذا التحكم الذي يروم تشكيل مجالس منتخبة على مقاس الجهات المعلومة، ابتداء من هندسة خريطة انتخابية محددة، وانطلاقا من استغلال إرادة الناخبين والمال الانتخابي والممتلكات الجماعية.
ومن أهم اختلالات هذا التحكم، ما رافق عملية تسجيل المهنيين، حيث عمدت الجهات المسؤولة يقول بوصبيع إلى عدم الإعلان والإشهار المسبق للشروط والوثائق المطلوبة ما فوت الفرصة على عدد من المهنيين التسجيل في هذا الاستحقاق الانتخابي بعدما رفضت ملفات تسجيلهم، لافتا الانتباه إلى تسجيل مهنيين وهميين في مهن لا يمارسونها على أرض الواقع من قبل لوبيات غرف مهنية، ما يهدد نزاهة العملية الانتخابية للغرف المهنية.
بوصبيع سلط الضوء إلى خطورة توظيف إعانات العمل الإحساني والخيري لاستمالة الناخبين بأساليب ماكرة، كما سلط الضوء على الاستغلال المفضوح لممتلكات جماعية سيما ما يتعلق باللوجستيك لعدد من الجماعات الترابية من قبل أشخاص لا علاقة لهم بهذه المؤسسات الدستورية من أجل القيام بحملات انتخابية سابقة لأوانها لصالح رؤساء الجماعات المعنية.
وذكر بوصبيع ما شاب عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية سيما ما يتعلق بالإنزالات القوية لأسماء في بعض الجماعات الترابية كالوطية مثلا، التي يشملها الاقتراع الفردي، بطرق ملتوية ومشبوهة من قبل لوبيات الانتخابات، في مقابل التشطيب أو ترحيلها أسماء وحرمان أخرى من حقها الدستوري، جماعة بن خليل نموذجا.
وشدد بوصبيع أن نزاهة العملية الانتخابية مسؤولية الجميع، أحزابا سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات المجتمع المدني وسلطات محلية من أجل تعزيز المسار الديمقراطي بلادنا ومواجهة خصوم وحدتنا الترابية وتقوية إشعاع المغرب لدى المنتظم الدولي، مستدركا أن أي انزلاق ضد هذا المسار لن يخدم سوى أعداء الوطن وخصوم وحدتنا الترابية.
ودعا القيادي الإقليمي بحزب العدالة والتنمية بطانطان الجهات المعنية إلى الضرب بيد من حديد ضد كل من سولت له نفسه التلاعب في إدارة المواطنين والتحكم في خياراتهم السياسية، كما دعا الجهات ذاتها إلى الحياد الإيجابي والتفاعل الفوري مع شكايات الأحزاب السياسية في حينه.
وخلال الاجتماع ذاته، توقف بوصبيع عند مباراة توظيف أعلنت عنها جماعة طانطان على المقاص تفتقد لشروط المساواة بين المواطنين، وتضرب في العمق قيم النزاهة وتكافؤ الفرص في الاستفادة منها، مبينا أنها تخدم أطرافا معينة، داعيا إلى تأجيلها إلى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية.