بقلم : أوس رشيد(*)
[email protected]
قِصَّة العربة المَفقُودَةُ في الوحل
بعدما عرّت الأمطار المحدودة في كل مرة عورة البنية التحتية و السكان و الدولة ، علينا أن نبقي أقدامنا على الأرض المبللة وهي لم تعد صالحة للاستعمال النافع الطبيعي المبارك الذي تعرف به زمن الترحال ونجد كلما أمكن ذلك طريقة للضحك و السخرية !
أعجبتني داخل هذه المأساة الشعبية للغش داخل الواد قصة مُشَوِّقَةٌ ، مُمتِعَةٌ و هَادِفَةٌ جِدًّا تختمرها صورة“العربة“ التي غطست بقوة مع الوحل ، مع ولوج نصف الحصان إلى بركة الماء ~فوق الرصيف المغمور .
العربة كانت في طريقها من شارع الكامبو الذي شهد انتفاضة الشباب سنة 1972 إلى دور الشيخ عبداتي و هي تحمل أخشاب للبناء ..
نحن نحب المطر بل أصبحنا نعتبره بشير خير و بركة ، مردّدين أهزوجة توارثناها جيلا بعد جيل " اشْتَا تَا تَا تَا تَا آوْلاَد الْحرّاثَة " انه طلب الغيث برمزية "تلغنجا " المحلية .
مع العلم أن هناك من المنتفعين و تجار الماسي و النفاق السياسي و الاجتماعي أعداء للسكان صلوا صلاة مضادة كي لا يهطل المطر ومنهم من حمل الغربال و مارس طقوس شعوذة لكي يعطل تهييج إله الماء "أمون" الذي لا يُمطر إلا في حالة هيجان جنسي ، أو لإنزال لعنة الله على التوريدات و الصفقات المغشوشة و مسؤولي أخر الزمن .؟!.
كان على من يخشى ميلمترات قليلة من المطر أن يصنع تمثال عروس جميلة بلباس نسوي شفاف و فاتن قصد التحرش بهذا الإله الأسطوري، فتلك حرفة للكثيرين من المحسوبين على تمثيل السكان يقول احد المتضررين من اختلاط الماء بالصرف الصحي قرب المقاطعة الثالثة بالطنطان.
فعلاً ،هناك خوف ورعب من " اللبزة " لكنها وحل طبيعي ، من مطر وتراب، تصنع ثقافة خاصة للتعامل مع " الغيس" ، لان المواطن في صيف 2021 ، أصبح مهم جدا لاستجداء الأصوات الإنتخابية، بعدما طحنوه مع الغيس دون رحمة كل رؤوساء هذه المجالس القروية و الحضرية و الإقليمي منها لاكثر من عقدين من الزمن ، الوحل الذي يسير فيه هؤلاء ، وحل لن تغسله حتى صوابين تازة ، وجب على المواطن اليوم الانتقام القانوني و من حقه بالتصويت العقابي المكثف ، الرجل يشتغل تحت حرارة الشمس ألافحة وتحت الأمطار المنهمرة لايتجاج إلى مبلغ مالي خلال الانتخابات من احد "رجال المال العام و الأعمال البارد الأكتاف " بل يتحاج إلى مجالس و مسؤوليين حقيقين و رجال في البرلمان يصنعون كلهم مدينة جديدة للرجال ، نعيش خلالها الحيوية والنهضة في كل الحقول والمجالات.
في زمن تجنيد الأغبياء في مدينتهم من اجل إعطائهم جزء و فتات من حقوقه المكفولة دستوريا و كونيا ؟؟ كيف يشيد الجيل القادم قصوره الصغيرة، و يسكنونها في لحظاتهم و اندهاشاتهم مع منتخبين منتهية صلاحيتهم الإنسانية و السياسية ، و كيف يمشيون فوق الطنطان ورؤسهم مرفوعة في مدينة حقيقية وفقا لقياس الشرع والعلم و الرجولة المفقودة عند البعض ..
وكالحمد منتخبي الطنطان أمسك عنهم الغيث لمدة ، إلى أن وصلوا لدرجة من القحط الانتخابي ، وأصبح الجميع مهددا بالموت، وليعود عطف المجالس المسروقة عليهم، سيقدمون له كل شئ .. إنما الحياة الدنيا لعب ولهو لكن اعمل في دنياك ما تجده في أخرتك .يا أخي لاعيب إن عشت في الوحل فالحياة فانية ومزبلة التاريخ حقيقة لارجعة فيها ..وأخير الدك بين العينين ..
ويبقى طلب الاستمطار مثل طلب الحق في المعلومة و لا يختلاف عن التصريح بالممتلكات لكل من يحمل مسؤولية في مدينة محطمة مثل ادلب ، يأكل الغلة و يسب الملة و يفسد المواطنة و التنمية في نفوس الناس وفي الواقع .. الطنطان الكبير ليس في حاجة إلى ما تلمز إليه ليكون محبوبا ومفضلا بين الناس .
وختاما من هو الفارس ومن هو الفرس و أين اللجام ، نريد هبة جماهيرية لإعادة إنتاج هيبة المدينة و مجد سكانها و تجارها .… وأخيرا كما تكونوا يولى عليكم . إننا نعيش في ”الغيس”وبه،أبعد الله عنا زفتكم و تفكيركم المغشوش ،،..و النصر لشباب التغيير و أي وجه سياسي جديد يريد دك شباك الفساد ..