بين الاستعداد والاستنفار تتحرك الدولة بطبيعتها التربوية وما تملك من قدرات لإنجاح الفعالية التعليمية.
بالمقابل ذلك كله، تظهر وسائل الإعلام بين المشجع المتابع، وبين المهرول باحثا عن الاصوات ذات الطبيعة الخارقة للعادات المقزمة لدور المؤسسات التعليمة.
الإعلام المشجع يروم الدفع بالإيجاب والبحث عن معطيات تؤكد على اهمية هذا الاستحقاق الوطني الكبير.
لكن الذي يصنع الحدث ليس ذاك المدرس الذي يختار طريق البناء ،ولا تلك الأمة المدركة لأهمية مرور الاستحقاق بظروف حسنة وجيدة. ثمة وراء التقزيم والتمييع قوى إعلامية محسوبة على الصحافة. لكنها صحافة الخبر الزائف المصطنع السخيف.
تهتز مشاعر المغاربة بيوميات تنسينا طبيعة الامتحان .لتذكرنا بالهوامش التي تعيش من أجل إبراز لحظات من خرق للطبيعة وهدم لمسار بني من طرف رباعي الدولة كجهاز تربوي والاسرة والمعلم والتلميذ.
تكتفي السخافات الاعلامية بتغطية شاملة لأجواء احتفالية من نوع اخر. إنها السخافات التي تقف وراء الميكروفونات لتقدم نماذجا من الاصطلاحات المنبعثة من ركام التجارب الفاشلة لتلاميذ استهوتهم كلمات الازقة. بين من لا يفرق بين لغة الشارع ولغة التربية والتكوين.
يقول امانويل كانط " نرسل الاطفال إلى المدرسة لا ليتعلموا ،وانما لمعرفة كيفية الجلوس والملاحظة "
المدرسة تعلم الادب وتقدم أشهى الاطباق المعرفية بلغة معتبرة ومفهومة.
وسائل اعلام النكسة يهتمون فقط بتلك الكائنات المتطفلة على المدرسة عساها أن تخرج من أفواهها كلمات مضحكة ولكنها مبكية وفاضحة ليستمتع من يريد إقناعنا بفشل المشروع التربوي.
الفاشل ليس ذاك التلميذ المغلوب على أمره وانما تلك الادوات الاعلامية الباحثة عن الشهرة. وفي طلبها للشهرة تدرك تماما ان سؤال الامتحان ،لن يجيب عنه الا من تستهويه لغة الشارع والازقة.
الملايين من تلامذة بلدنا العظيم يتوفرون على قدرات تعبيرية ولفظية سليمة لترجمة واقع الامتحان.
مشاركة اعلام السخافة وانجرار مجموعة من التلاميذ بوعي او بغير قصد قد يثير مخاوف حول مسار التلميذ وبالتالي مسار اجيال يراد منها بعث مغرب جديد متطور وغني.
لكن تأبى صحافة السخافة وكما عودتنا في كل استحقاق وطني ومناسبة الا وتجدد دعمها وتواصلها مع فئات تبحث عنها او تحثها على قلب الحقائق وتزييفها.
المدرسة الية من اليات العطاء. قد تتحول لبؤرة لصناعة التطرف والفشل مما يعمق الازمة الاجتماعية ويفرض واقعا جديدا يصنعه الإمعات من رواد صحافة واعلام السخافة.