اعتبر عبد الهادي بوصبيع، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بطانطان النموذج التنموي، وثيقة تاريخية غنية تمتاز بدقة في تشريح عدد من اعطاب التنمية ببلادنا، ذات الصلة بالجوانب النسقية والمنهجية العمل والمقاربات الداخلية التي دأب عليها المغرب خلال العقود الماضية، والتي أبانت عن محدوديتها، وعدم صلاحيتها لمواجهة تحديات المستقبل.
جاء ذلك خلال ترؤسه مائدة مستديرة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بطانطان، مساء أمس الأحد 03 يوليوز الجاري، في موضوع: "المعالم الكبرى للنموذج التنموي الجديد" بمقرها الإقليمي لفائدة عموم أعضاء الحزب بإقليم طانطان.
وقال بوصبيع إن وثيقة النموذج التنموي قدمت أجوبة جريئة فيما يتصل بتسريع تحول الاقتصاد وتثمين الرأسمال البشري وتقوية الادماج الاجتماعي والنهوض بالمجالات الترابية، لكنها اتسمت بالبياض والتزمت الصمت فيما يتعلق بمداخل الإصلاح السياسي واستئناف عملية الانتقال الديمقراطي وتعزيز الحريات العامة، بما يجعل تصورها لمغرب الغد لا يخرج عن نموذج تنمية بدون ديمقراطية
وعن أهداف تنظيم هذه المائدة المستديرة، قال القيادي الحزبي بإقليم طانطان أنها تروم تعميق معرفة أعضاء حزب "مصباح" طانطان بالنموذج التنموي الجديد وباختياراته الاستراتيجية التي تعتبر اليوم بمثابة طريق نحو المستقبل، وفرصة للوقوف عند أولويات ومداخل تسريع عملية التحول والتغيير المنشود في مجال التنمية بمختلف أبعادها كما انتهت إليها اللجنة التي أشرفت على إعداد هذه الوثيقة المرجعية لكل فاعل سياسي ومسؤول عمومي.
كما أنها تأتي في سياق تفعيل وظيفة التأطير والتكوين الداخلي المعمول بهما داخل مؤسسات الحزب، في شقه المتعلق بالتكوين والتواصل الداخلي لفائدة أعضاء الحزب فيما يرتبط بتقييم وتحليل السياسات العمومية وتعزيز قدراتهم في رصد وتتبع تطورات الشأن العام الوطني والمحلي.
إلى ذلك، تضمنت فعاليات المائدة المستديرة مجموعة من المداخلات قدمها عدد من أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب بطانطان، ذات الصلة بموضوع النموذج التنموي والراهن السياسي لبلادنا المتسم بتضارب المصالح لوزراء ومنتخبين في الحكومة وفي أغلب الجماعات الترابية ، ما عمق من زعزعة ثقة المواطنين في المؤسسات وفي السياسة والسياسيين.