ما أبعد رؤيتك آسي بنكيران عن رؤية يوسف-ع !! كما بعدت السموات عن الأرض
النفخ في بالون مثقوب خرج علينا زعيم حزب البيجيدي من الحسيمة هذه المرة ليلوك نفس أسطوانته المشروخة ويحمد الله في جمعه السبعيني على نعمة معاش الملايين السبعة الذي يؤدى له من الخزينة العامة والسيارة الفاخرة ويؤكد أنه بخير وعلى خير أي "ماعندوش و ماخاصوش"،لكنه بالمقابل عاد ل"يقلي السم" للطبقة الوسطى و يقول بملء فيه أنه "لي كيصور 8000 درهم فما فوق يبعد مني هاد الساعة..مانزيدوش،حتى نزيد هادوك لي لتحت"وأخذ في الافتخار مزهوا كعادته بما يسميها إصلاحات بل تمنى لو كانت قنينة الغاز قد دخلت هي أيضا ضمن برنامجه لتؤديها الطبقة الوسطى بسعرها الحقيقي دون أدنى دعم من الدولة
“ ابن كيران وعفا الله عما سلف” “شعار أجوف أخرق، ذلك الذي رفع في عهد حكومة ابن كيران، المشهور ب”عفا الله عما سلف، وقبله بحكومة التناوب، الذي اشتهر أيضا بمطاردة الساحرات، وهو أن لا أحد- فيما أعتقد – من المغاربة يفضل محاسبة ناهبي أموال الشعب وإدخالهم إلى السجن دون استرجاع ما نهب لخزينة الدولة فماذا يفيدنا إذن سجن أحد ثبت بالدليل والبرهان تورطه في اقتصاد الريع وفي اختلاس أموال عمومية أو في الاستفادة بغير وجه حق من صفقات أو أراض مملوكة للدولة أو رخص للنقل وللصيد في أعالي البحار أو عمولات بأرقام فلكية أو أجور ومنح وامتيازات خرافية لموظفين أشباح أو يظهرون ويختفون كثعلب الراحل محمد زفزاف أو يوقعون من أجل الاستفادة من مال الأمة دون إسالة قطرة عرق حتى، واللائحة تطول وتطول بطول كل السنوات التي مضت قبل وبعد الاستقلال، ماذا يفيدنا سجنه، إذا لم يسترجع ما أخذ من مال هذا الوطن الغالي ومن عرق هذا الشعب العريق المتجانس المسالم بغير شرع ولا قانون، بل قد يؤخذ أحيانا بالتحايل على القانون نفسه، فلو فهم “الفاهمون والدهاة والعباقرة” من الذين كانوا خلف العجز في ميزانية الدولة، بسبب النهب والتحايل على المال العام و الترامي على الملك العمومي وسوء التدبير، والذين جرت بذكرهم الركبان في تقارير وطنية ودولية و في إصدارات المجلس الأعلى للحسابات وما سطرته كذلك الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب وما تناولته أيضا جمعيات ومنظمات مدنية، وما انتشر كالنار في الهشيم على أعمدة الصحف والمجلات بشتى تلاوينها وطنيا ودوليا خلال فترات طويلة ،لو فهم أولئك الذين وردت أسماؤهم وشركاتهم على الأقل في رخص مأذنويات النقل وأعالي البحار ومقالع الرمال ولوبيات العقار والسمسرة والتملص الضريبي والتهرب الضريبي ونحو ذلك هو أمر شنيع، لو علموا أثره على النفس والمجتمع بصغار أفراده وبكبارهم ، ولا فائدة ترجى مع ذلك بالنسبة لخزينة الدولة إذا لم تسترجع الأموال إلى صناديقها كما فعل مع أصحاب أموال وممتلكات كانت قد هربت خارج الوطن، ولو بشكل ودي وبلا ضجيج إعلامي …عندها، نقول في قرارة أنفسنا أو نصفق لهم بحرارة :عفا الله عما سلف هذا الشعار مات في مهده ،لما أعلن عنه دون إعادة ما للشعب من حقوق في ما نهب وأخذ منه بغير وجه حق، ويذكرنا هذا السياق بالحديث الصحيح الذي جاء فيه أنَّ امرأةً سرقت في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ الفتحِ، ففزع قومُها إلى أسامةَ بنِ زيدٍ يستشفعونه قال عروةُ: فلما كلمه أسامةُ فيها تلوَّن وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: ( أتكلِّمُني في حدٍّ من حدودِ اللهِ ). قال أسامة: استغفرْ لي يا رسولَ اللهِ، فلما كان العشيُّ قام رسولُ اللهِ خطيبًا، فأثنى على اللهِ بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلَكم: أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها). ثم أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بتلك المرأةِ فقُطعت يدُها، فحسنت توبتُها بعد ذلك وتزوجت، قالت عائشةُ: فكانت تأتي بعد ذلك، فأرفع حاجتها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الفساد أصل الكساد، وليس عدلا تبخيس مكانة دافعي الضرائب من الأجراء والمتقاعدين في الاقتصاد الوطني نعود ونكرر لذوي النيات الحسنة أيضا من خلال إطلالة بسيطة على حقوق دافع الضرائب أو المواطن الأوروبي،تجعلنا إذن ندرك مدى البون الشاسع الحاصل بينه وبين دافع الضرائب عندنا. فهو يتمتع بحد أدنى للأجور لا يقل في الغالب عن 1400 أورو بالشهر حسب المستوى الاقتصادي لدولة ما بالاتحاد الأوروبي ويستفيد غالبا من المجانية في الدواء وفي العلاجات وفي الاستشفاء داخل أو خارج المشافي العمومية كالعمليات الجراحية وعمليات التوليد والمتابعة وغيره ومن تعليم لأبنائه بجودة عالية مع توفير المستلزمات الدراسية والنقل المجاني ومن تعويضات شهرية وسنوية للأسر ذات قيمة معتبرة ومن الدعم المدرسي المالي لأبنائها ورعاية خاصة للمواليد و للأطفال عموما من الصندوق المخصص لذلك ومن التعويض الشهري عن توقف أو فقدان الشغل لكل مواطن أو مواطنة كيفما كان حاله وتمتيعه بالمجانية في كثير من ضرورات العيش اليومي وكذا توفير الإيواء المجاني له من قبل الدولة أو دفع مقابل مادي للاستفادة منه حسب الاستطاعة دون الحديث عن الامتيازات المتعددة التي يحظى بها من قبل الدولة ذوو الاحتياجات الخاصة من معاقين ذهنيا أو بدنيا أو من الفاقدين للحركة و للقدرة عن العمل أو لمن لهم صعوبة في القراءة والتذكر ومرضى التوحد وأصحاب الأمراض المزمنة من الصغار والكبار..إلخ… مع اعتماد سياسة كسر الأسعار في عدة مناسبات ليتمتع من هم في أمس الحاجة أيضا بتناول أو ارتداء ما غلا سعره، كما تعطى لكافة المواطنين والمواطنات عدة خيارات تحت ضمان الدولة وفق منظومة السلامة الاجتماعية وأمن الشغل أو عدمه،في كل ما تعلق بمعيشهم اليومي وحاضرهم ومستقبلهم من تيسير في السكن وفي شروط الحصول عليه حسب مدخول كل فرد وفي توفير آفاق واعدة للتكوين الذاتي واستكمال الدراسة وفي طرح ومراقبة السوق التنافسية الحرة للاستفادة من خدمات الهاتف مع طرح صيغ مجانية للاتصال داخل وخارج اوروبا و عروض الأنترنيت بصبيب عال يكاد لا ينقطع ونحو ذلك وفي تنظيم الأسفار الداخلية والخارجية والسياحة الفندقية والتخييم وفي كل ما يرتبط بالصحة العامة للمواطن ووقايته من مختلف الأمراض بل حتى الحيوان الأليف له ما يلزمه من حقوق العناية به في إطار القوانين الجاري بها العمل هناك وما خروج أصحاب السترات الصفراء أساسا إلى شوارع فرنسا إلا من أجل المطالبة بالتخفيض من الضرائب وتجويد الخدمات المقدمة إلى المواطن أسوة ببعض الدول الأوروبية التي تحظى فيها الرعاية الاجتماعية بمستويات أفضل وأرقى من فرنسا .وبالطبع فالاتحاد الأوروبي ليس جنة من لا جنة له ولكنه من منظور شعوب كثير من الدول السائرة في طريق النمو المسماة سابقا بالدول المتخلفة أو النامية،فمواطنوه يعيش معظمهم عيشة راضية على الأقل مع ضرورات الحياة وكمالياتها
دافع الضرائب عندنا أما دافع الضرائب عندنا،فهو رغم التزامه بأداء مختلف الواجبات الضريبية وهي كثيرة ومتنوعة المصادر سواء ما تعلق بدخله أو بالضريبة على القيمة المضافة أو بالضريبة على الاستهلاك أو الرسوم الجبائية الجماعية و كذا الرسوم المختلفة الواجبة على المواطن من قبل الدولة،فإنه،مع كل ذلك، يبقى عرضة لكثير من معوقات الحياة كمواطن يسعى إلى العيش الكريم داخل وطنه الذي يحبه ولا يرضى بغيره وطنا بل يغار عليه ويذود عنه من كل نيل من سمعته كلما سمع أو رأى ما يغضبه من مس بتاريخ أو حاضر وطنه،رغم كل ذلك وبحد أدنى للأجور لا يتعدى في الوظيفة العمومية مثلا 3500 درهم بالشهر ،فإنه يكاد لا ينتفع من أي شيء يعد مجانيا إلا فيما ندر في معظم شؤون الحياة المعيشية منذ ولادته إلى حين وفاته، بل إن رب الأسرة أو معيلها هو من يتكفل برزق العاطلين عن العمل و إيوائهم أو بمن توقفوا من أسرته عن الشغل لأسباب مختلفة إلا إذا كانوا قد تحصلوا هم على تأمين خاص بحالتهم فبماذا آذتك يا سي ابن كيران أو آذت البلاد هذه الطبقة الوسطى التي تشكل تقريبا نصف المجتمع المغربي وهي التي تحرك النشاط الاقتصادي بالوطن وتدفع الضرائب بانتظام لخزينة الدولة؟وماذا جنت أيضا من فترة رئاستك للحكومة أيها “الزعيم الأوحد” سوى الويلات بعد رفع الدعم عن المحروقات والزيادة في الأسعار بعد ذلك القرار المشؤوم في غياب حلول أخرى أسلم وأنفع لعامة الشعب .لكنك، فضلت المغامرة بأرزاق هذه الطبقة بالذات في قضيتي التقاعد والمقاصة ،ولم تقدر على ملامسة خلفيات ما و صف بعجز الصندوقين، ومن كان السبب في ذلك ومن هم أولئك الذين سميتهم بالعفاريت والتماسيح حينها؟ هذه هي الظاهرة الصوتية السياسوية إذن أو الزعيم الصوتي المغبون بشر أعماله وتوقيعاته ضد الطبقة الوسطى وعامة الشعب المغربي إلا بعضا منه أين اصلاحاتك من إصلاحات نبي الله يوسف عليه السلام لكن النقطة التي أفاضت الكأس في جمعه السبعيني هذا على أرض الحسيمة،هو حدبثه عن إصلاحات نبي الله يوسف عليه السلام في إشارة مقارنة ضمنية فاشلة بما فعل هو،وهي كمن يقارن السماوات بالأرض ألا تذكر يازعيم البيجيدي أن يوسف عليه السلام قد حارب حراس المعبد من الكهنة والنافذين و كبراء القوم الذين لا يشبعون من أكل خيرات مصر ولا يعرفون شفقة ولا رحمة تجاه المستضعفين،واستطاع بفضل الله تعالى ثم بفضل المؤمنين برسالته الربانية من أعلى الهرم إلى أسفله أن يحشرهم في الزاوية ويجردهم من الامتيازات العينية والمادية رغم محاربتهم له في السر والعلن وأسس لقانون اقتصادي وسياسي واجتماعي عادل يساوي بين الناس في الحقوق والواجبات
كلمة ذ ابن كيران باللقاء التواصلي بالحسيمة فماذا عملت أنت خلال فترة رئاستك للحكومة غير المأسوف عليها سوى بإقرار مقولة "عفا الله عما سلف" الشهيرة والإجهاز على الحائط القصير الذي يتألف في معظمه من الطبقتين المتوسطة والدنيا والاستغراق في "الكلامولوجيا" الخاوية ؟
سيدنا يوسف وحل الأزمة الاقتصادية وأرجو في الختم أن تتفضل بقراءة مقطع من مقال عن" سيدنا يوسف وحل الأزمة الاقتصادية" لصاحبه أحمد عبد المجيد نشر بموقع صحيفة "الييان" الإماراتية يوم 27 مارس 2009 قبل أن تأتي بك رياح الربيع العربي لتركب على ظهر حركة 20 فبراير وتساق إلى رئاسة الحكومة آنذاك.يقول المقال كان يوسف يعلم أنّ جانباً كبيراً من الاضطراب الحاصل في ذلك المجتمع الكبير المليء بالظلم والجور يكمن في القضايا الاقتصادية، والآن وبعد أن عجزت أجهزة الحكم عن حلّ تلك المشاكل واضطروا لطلب المساعدة منه، فمن الأفضل له أن يسيطر على اقتصاد مصر حتّى يتمكّن من مساعدة المستضعفين وأن يخفّف عنهم ـ قدر ما يستطيع ـ الآلام والمصاعب ويستردّ حقوقهم من الظالمين. ويقوم بترتيب الأوضاع المترديّة في ذاك البلد الكبير، ويجعل الزراعة وتنظيمها هدفه الأوّل وخاصّةً بعد وقوفه على أنّ السنين القادمة هي سنوات الوفرة حيث تليها سنوات المجاعة والقحط، فيدعو الناس إلى الزراعة وزيادة الإنتاج وعدم الإسراف في استعمال المنتجات الزراعية وتقنين الحبوب وخزنها والاستفادة منها في أيام القحط والشدّة. وهكذا لم ير يوسف بُدّاً من توليّه منصب الإشراف على خزائن مصر.اختار يوسف منصب الأمانة على خزائن مصر، وقال للملك اجعلني مشرفاً على خزائن هذا البلد فإنّي حفيظ عليم وعلى معرفة تامّة بأسرار المهنة وخصائصها (قال اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم). مرّة أُخرى تعلِّمنا هذه القصّة هذا الدرس الكبير وهو أنّ قدرة الله أكبر ممّا نتصوّر، فهو القادر بسبب رؤيا بسيطة يراها جبابرة الزمان أنفسهم أن ينقذ اُمّة كبيرة من فاجعة عظيمة، ويخلّص عبده الخالص بعد سنين من الشدائد والمصائب أيضاً.فلابدّ أن يرى الملك هذه الرؤيا، ولابدّ أن يحضر الساقي عنده يتذكّر رؤياه في السجن، وترتبط أخيراً حوادث مهمّة بعضها ببعض، فالله تعالى هو الذي يخلق الحوادث العظيمة من توافه الأُمور..أجل، ينبغي لنا توكيد ارتباطنا القلبي مع هذا الربّ القادر.. الأحلام المتعدّدة في هذه السورة، من رؤيا يوسف نفسه إلى رؤيا السجينين إلى رؤيا فرعون مصر، والاهتمام الكبير الذي كان يوليه أهل ذلك العصر بالنسبة لتعبير الرؤيا أساساً، يدلّ على أنّ تعبير الرؤيا في ذلك العصر كان من العلوم المتقدّمة، وربّما وجب ـ لهذا السبب ـ أن يكون نبي ذلك العصر ـ أي (يوسف) ـ مطّلعاً على مثل هذا العلم إلى درجة عالية بحيث يعدّ إعجازاً منه. أشعار معبرة عن حالك وحالنا من حمادة عبيد "إني سعيدٌ" و"إني الآن مكتئبٌ" *** أو غير ذلك أحداثا وأحوالا فالبعض يمدحني حبا وتكرمة *** والبعض يهجوني بغضا و إقلالا والبعض يقرأها سرا بلا أثر *** يمضي ولا يلقي - من مَكْرِهِ - بالا تمضي الليالي وبعض الناس تحقرني *** قد أعرضوا عني لم أُعطَ إمهالا والبعض يغمرني بالود مقتربا *** مني وينهل منشوري وإن طالا والفيس يكسب من هذا ومن هذا *** يزداد حجما وإعلانا وأموالا