نظمت أمس السبت 22 اكتوبر الجاري بمدينة ببويزكارن التابعة للنفود الترابي لإقليم كلميم يوما دراسيا حول التنوع البيولوجي والفلاحة البيولوجية بقطاع الأركان، في إطار فعاليات المهرجان الدولي
وفي هذا السياق، طالب الخبير الزراعي والغابوي، مصطفى البكار، باعتماد الحكامة الترابية و التقييم المستمر، على أساس نظرة شمولية تستحضر الالتقائية ، واعتماد المداخيل المالية الغابوية لخدمة الغابة و الانسان المرتبط بها.
وقال انه هناك سلم اجتماعي و آخر بيولوجي، مستدركا أنه لا يمكن حماية وتثمين الثروات بدون وجود بعد مؤسساتي في ظل تعدد وتنوع المتدخلين يقابله تعدد المصالح و تضاربها .
وشدد مصطفى البكار على أن معارف الخبراء لا ترقى لمتطلبات الواقع الحالي ويبقى تقاسم التجارب و تطوير الدراسات مجالا يساهم في حماية شجرة أركان وتثمينها.
من جانبها، أكدت الدكتورة وفاء عبى في مداخلة باسم المديرية الجهوية للإستشارة الفلاحية بجهة كلميم وادنون أن الفلاحة البيولوجية يغيب فيها استعمال المبيدات الكيماوية، لكن تستوجب احترام شروط السلامة الصحية، والالتزام بالقانون رقم 12.39 ذات الصلة بالمجال.
وكشفت عبى ارتفاع صادرات الفلاحة البيولوجية بنسبة 80 في المئة، مذكرا ان النمط البيولوجي مدخل أساسي للتنمية الفلاحية، وأن اليوم الدراسي المنظم في السياق يشكل عملا ميدانيا لما بعد جائحة كورونا وتداعياتها.
من جهتها، قالت المهندسة الفلاحية، هدى بوسكري، إن مشروع تنمية زراعة الأركان بالمناطق الهشة وتحويله من الغابة الى شجرة بضيعات فلاحية بمبادرة من الخواص في إطار التحفيزات و المواكبة يساهم في المحافظة على هذا الموروث الثقافي و البيئي و الرفع المجالي من مساهمته الاقتصادية والاجتماعية خصوصا بعد اعتماد المملكة على 35 مشتل وخلق 13 نوع جديد.
وفي كلمة للدكتور محمد الفضيلي ممثل المديرية الجهوية للفلاحة، اعتبر أن كل الجهات المتدخلة ، تشتغل في سباق مع الزمن لتنفيذ البرامج المسطرة وتحقيق نتائج ميدانية ملموسة في العالم القروي.
المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة كلميم وادنون، أنوار جوي، شدد في مداخلة له على أهمية إدماج اقليمي طانطان وآسا الزاك في مجال أركان و تشجيع إحدات منتزهات للمحافظة على التنوع البيولوجي.
واعتبر المتحدث ذاته أن الاصلاح المؤسساتي بموجب قانون 20.52 الى جانب إحداث الوكالة الوطنية وفي خضم أولوية التحديث و الرقمنة أساس تطوير الاستثمار مع القطاع الخاص و انخراط الساكنة في برامج التشجير ..
واعتبر خلق أحزمة خضراء حول المدن ، وبلورة استراتيجية جديدة في بلورة المراعي مع تحسين استعمال حطب الوقود، من شأنها المساهمة بشكل جدي في المحافظة على التنوع البيولوجي.
المهندس أحمد لمرابط مستشار في الصناعات الغذائية ومدير مكتب الدراسات أفاد أن المنطقة تزخر لمنتوجات قابلة للتحويل إلى منتوجات بيولوجية مذرة للدخل كخلية النحل، والصبار ،وزيت الزيتون ،والأركان ، والنباتات العطرية و الطبية على سبيل المثال لا الحصر.
وفي كلمة للاطار الفلاحي طارق المغير ممثلا عن المديرية الجهوية للفلاحة بجهة كلميم وادنون، حيث استعرض نبذة على سلسلة الأركان بالجهة إلى جانب معطيات علمية حول النسيج التعاوني المختص بالقطاع ، فضلا عن حصيلة و منجزات المغرب الاخضر بخصوص شجرة الأركان و التدخلات و الترميز.
وكشف المغير أن هناك 21 من التعاونيات لها ترخيص المكتب الوطني للسلامة الصحية، وأخرى تتوفر على الترخيص البيولوجي .
واشاد طارق المغير بالنتائج المحققة في هذا الصدد، مستدركا أن" هناك استراتيجة فلاحية للجيل الجديد لتعزير المكتسبات و تتبع سلسلة غرس أركان الفلاحي و ضبط عملية بيع المادة الأولية من خلال بناء وحدات التخزين و التجميع.
وخلال هذه الندوة المحورية، أوصى المشاركون بأهمية توسيع الشراكة مع المجتمع المدني ، و احداث منتجع الشاطئ الأبيض و الواركزيز بإقليم اسا الزاك، إلى جانب إدماج إقليم طانطان واسا الزاك بالمجال الحيوي لاركان وإحداث محميات من اجل إعادة استيطان الاصناف المهددة بالانقراض كطائر السنونو، والصب و لورن مثلا.
وتميزت الندوة التي جرى خلالها تكريم عدد من الخبراء والمسؤولين المشاركين، حيث أقيم حفل شاي ومأدبة غذاء على شرف الحاضرين.
وعلاقة بالندوة ذاتها، دعت رئيسة تعاونية نسائية إلى اقتراح الحلول والبدائل لتجاوز الفقر التسويقي و تداعيات أزمة كورونا ، موجهة نداءها في تصريح صحفي للجريدة الأولى "الصحراء نيوز" للإدارة المعنية المواكبة اكثر لتطوير دخل الأسر من أركان، وبلورة الحلول للإكراهات التي تتخبط فيها التعاونيات.
يشار إلى أن تنظيم هاته الندوة المحورية تأتي ضمن فعاليات المهرجان الدولي ظلال الأركان بمدينة بويزكارن نواحي كلميم، في نسخته الخامسة تحت شعار:" استثمار الموروث الثقافي والبيئي المحلي مدخل لتحقيق التنمية المستدامة"، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 21 و24 أكتوبر 2022.