صحراء نيوز - يونس مسكين
“نجم الملعب
نجم رائع
نجم حساس ومهذب
يعرف أن اللعب مهارة
فن تمرير متبادل
يصنع أهدافا وأثارة
بالتدريب المتواصل
والإخلاص مع الأخلاق
تجعله نجما محبوبا
تفتح للفوز الآفاق…”
بهذه الكلمات فتحت أعين جيل كامل من أبناء ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في العالم العربي على لعبة كرة القدم، وهي جزء من شارة الجزء الأول من سلسلة الرسوم المتحركة “الكابتن ماجد”، والنشيد الذي كان يسبق حلقات مثيرة من الفرجة والتشويق واللعب الممزوج بالإرادة القوية والتحدي والصدق في الأداء.
ظهرت هذه السلسلة أول مرة في اليابان بداية الثمانينيات، كما هو الحال مع جل القصص الشهيرة للرسوم المتحركة في العقود الماضية، وتحوّلت القصة إلى أكبر عملية دعائية لصالح لعبة كرة القدم وقواعدها النبيلة وقيمتها الإيجابية، إذ جسّدت شخصية البطل أعلى درجات معايير المهارة والإخلاص والمثابرة والإصرار على النجاح، مما طبع مخيلة جيل كامل من أطفال تلك الحقبة.
حلم مبتور القدمين.. دهشة البداية وصدمة النهاية
في الحلقة الأولى من السلسلة، كان الطفل ماجد يلعب كرة القدم على الطريق، وإذ بشاحنة سريعة تمرّ، والسائق يتفاجأ بالطفل الصغير، فتصدم الشاحنة الطفل، لكنّ الكرة امتصّت الضربة، وأنقذ الكابتن الصغير.
في إحدى المشاهد المنتشرة على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية، يظهر الكابتن ماجد بعد مرور مباريات كثيرة ووصوله إلى التتويج بلقب كأس العالم، وهو يستيقظ من غيبوبة، ليجد نفسه مبتور الرجليْن، في إشارة إلى أنّ جميع المباريات التي لعبها هي مجرّد حلم استيقظ منه وأخبر والدته به.
شكّل هذا المشهد صدمة كبيرة لجيل كامل ممن تابعوا السلسلة، وقيل في بداية الأمر إن هذه النهاية موجودة فقط في النسخة الإسبانيّة في المسلسل الكرتوني المسمى بـ”الكابتن أوليفير”، ليتبيّن لاحقا أنها مجرد مشهد مختلق، قام بإنجازه هواة لفن الإنمي، إذ قاموا بإنتاج هذا المشهد وبثه عبر الإنترنت بحثا عن الترويج لحساباتهم الاجتماعية.
نانكاتسو.. مدينة تجمع فريق الأحلام الرياضية
تتشكّل أسرة الكابتن ماجد من والده، وهو رجل غائب عن المشهد ويعمل في البحرية ويتجول حول العالم بسبب عمله، ووالدته التي تقوم على رعايته بشكل كامل لانشغال والده في عمله.
انتقل ماجد مع والدته إلى مدينة نانكاتسو اليابانية، وهي تلك المدينة التي تشتهر بمنافسات كرة القدم بين مدارسها، وذلك بناء على توجيه من مدربه فواز، حتى يتمكن من خوض منافسات قوية تعمل على صقل موهبته ورفع مستواه، وهناك تعرف كابتن ماجد على أول لاعبي فريقه عمر، فأصبحا صديقين حميمين.
التقى ماجد بعد ذلك مع الحارس الموهوب وليد، حارس مرمى فريق ماجد وأحد الموهوبين الذين يصعب هز شباكهم، وهو سليل عائلة أرستقراطية، ومصدر ثقة لكل مدربي الفرق التي يلعب فيها، فقد قضى فترة احتراف في ألمانيا أثبت خلالها أنه أفضل حراس المرمى على مستوى العالم.
كما التقى ماجد بالمهاجم المتميز ياسين الذي تصوره السلسلة كما لو أنه أخ توأم لماجد، فهو يتميز بأخلاق عالية ومهارات كبيرة وحس طيب جعله يقدم دعما كبيرا لماجد في الملعب. لينضم ماجد لفريق هذه المجموعة بعد أن عرضوا عليه ذلك لإعجابهم بمهاراته وقدراته الكبيرة، وهنا يبدأ الكابتن ماجد رحلة الحلم مع هذا الفريق والمشاركة في منافسات قوية جدا.
أما “مازن” وهو أحد أبرز النجوم الذين أثروا في مشاهدي السلسلة، فكان صديقا حميما لماجد رغم أنه لم يكن لاعبا في فريقه. ووقد اكتسب “مازن” تعاطفا خاصا من مشاهدي السلسلة بسبب إصابته بمرض في القلب.
فريق الخصم الأول.. مهاجم قوي وحارس برشاقة الكاراتيه
يلتقي ماجد بشخصيات أخرى منها خصمه الأول، وهو بسام الذي نشأ في أسرة فقيرة خاصة بعد وفاة والده، وكان يعمل إلى جانب الدراسة ولعب كرة القدم.
هذه الحياة القاسية أكسبت بسام بعض العنف والقوة في اللعب، فبدا في الأجزاء الأولى من السلسة اللاعب الوحيد القادر على هزم ماجد بتسديداته القوية التي تمزق شباك الخصم.
وهناك خصم آخر للكابتن ماجد هو الحارس رعد المنتمي إلى فريق بسام، وتقدمه السلسلة كثاني أقوى حارس مرمى في العالم بعد وليد، وإن كانت شخصيته تتسم ببعض الغموض، ويتميّز برشاقته وحركاته التي كانت تبهر وليد نفسه. وقد اكتسب خصائصه هذه من كونه كان لاعبا للكاراتيه قبل أن يحترف لعب كرة القدم.
يتعرف ماجد أيضا على الفتاة لانا، وهي تعشق فريق المجد الذي أصبح يلعب فيه ماجد، وقد ارتبطت مع ماجد بقصة حب كبيرة انتهت بزواجهما في الأجزاء الحديثة من السلسلة.
“كابتن تسوباسا”.. حلم برازيلي يتجسد في اليابان
يحضر سحر البرازيل بقوة في خلفية أحداث هذه السلسلة، فقد تلقى الكابتن ماجد أساسيات لعبة كرة القدم على يد مدرب برازيلي يدعى “روبرتو هونغو”، ويعرف في النسخة العربية باسم “فواز”. ويتعلق الأمر -حسب قصة السلسلة- بلاعب برازيلي سابق، وصديق لوالد الكابتن ماجد، فقد تولى تدريبه منذ صغره، بعدما لاحظت الأسرة موهبة ومهارات ماجد العالية.
وتختزل سلسلة “تسوباسا” تجسيدا يابانيا قديما للحياة في الضفة الأخرى للمحيط الهادئ، وتحديدا في البرازيل. فقد شهد القرن الـ20 موجة هجرة مكثفة لليابانيين نحو الأراضي الخصبة في أمريكا اللاتينية قصد زراعتها، وهو ما جعل نحو مليون برازيلي ينحدرون من أصول يابانية حاليا..