تسبب الزلزال الذي هز تركيا وسوريا ،والذي بلغت قوة درجته 7.8 درجة على مقياس ريختر ،في انفجار كبير يعادل حسب الخبراء ازيد من 8 ملايين طن من مادة تي إن تي. مع العلم ان الارض عرفت هزات ارتدادية بلغت قوتها ما بين 6و 7درجات في شرق ووسط تركيا.
بلغت الخسائر البشرية ارقاما فلكية وتتغير كل ساعة ،مما يعني هول الكارثة التي تأثر بها ما يصل الى أكثر من 23 مليون شخص. اما الخسائر المادية، فبحسب التقارير فإن مئات المباني متعددة الطوابق قد سويت مع الارض. ودمرت طرقا رئيسية وأخرى قيد الانشاء.
هب العالم لمساعدة السوريين والاتراك. وتحركت الالسن لتعلن الاستعداد لإرسال المساعدات. لكن يبقى السؤال ،هل قدمت اروبا المساعدات ؟ ولماذا تحركت ألسن الاعلاميين بالسخرية والتنمر ؟
سخرية الاعلام الغربي لم تتوقف عند حد اللإهتمام ،بل تعدت كل حدود اللباقة الانسانية ولا سيما في مثل هذه الامور المأساوية. فقد أثارت صحيفة شارلي ابدو الفرنسية الساخرة الغضب من جديد بعد نشرها كاريكاتيرا يسخر من ضحايا الزلزال الذي هز تركيا وسوريا.
ونشرت شارلي ايبدو عبر صفحتها رسما مثيرا وبتعليق مستفز ،اذ علقت بالقول " لا داعي لإرسال دبابات " .
قد تكون القراءات والتاويلات متعددة لهذا الرسم ،لكن يكفي إسم الصحيفة ليتذكر المرء ،كم هي أكثر بؤسا وهجمة عندما يتعلق الأمر بالإسلام آو العرب.
صحيفة شارلي ابدو الفرنسية اخطأت التقدير ووضعت نفسها في زاوية ضيقة. تهم موجهة لها بسبب فقهرها الأخلاقي.
ما نطقت به الصحيفة هو المسكوت عنه في الثقافة الإعلامية الغربية التي باتت اشبه بالدعايتين النازية والفاشستية. اذ المسكوت عنه نسبيا والمعبر عنه مرات باسم حرية التعبير ومرات بالضرورة التي تقتضي السماح بانتقاد الآخر.
اروبا عليها ان تفهم أهمية السير قدما نحو تعزيز العلاقات مع الدول الشرق. وما حدث من ردات فعل غريبة بعد الزلازل يدل على ردة الاخلاق الأوربية.
الغرب لا يهتم الا بنفسه. هكذا يقول الاوكرانيين. فقد دافعوا عن حرية بلدهم ولم يستيقظ الا بعد شعور بالخوف من توسع روسي. مصالح الغرب فوق كل الاعتبار. معنى ذلك " التعاطف في حدود المصالح "..
محمد الاغظف بوية.