الصحراء نيوز - بقلم : خولة اجعيفري
استقبلنا هذه السنة اليوم الوطني للإعلام بصيغة انتخابية وجو مكفهر سياسيا لكن هذا لا يمنع الجسد الإعلامي من تبادل التهاني و المتمنيات...بالنسبة لهم فهذا عيد.
بالنسبة لي فإني أجده مناسبة لإعادة الحسابات ،بعثرة الأوراق ومراجعة الضمير المهني الذي بتنا نفتقده ،كذا مناسبة لمناقشة المسائل الإعلامية الشائكة بمغربنا الحبيب...فالصحافة كسلطة رابعة تعتبر أساس التواصل في المجتمعات.
لكن للأسف باتت اليوم بطاقات الصحافة توزع مجانا كجواز سفر لعالم الرفاهية فلا استغرب إن وجدتها عند جزار أو حلاق...أناس بلا تكوين ولا ثقافة يكتسحون المجال فتيات أنيقات بشوشات جميلات يغازلن عدسات الكاميرا و المحجبات أو المثقفات وراء الكواليس ..خربشات وتملقات تزخرف جرائدنا أما الصحافة الجادة نجدها وراء القضبان.
سيدي وزير الاتصال نحن نبحث عن إعلام يمدنا بالحقيقة وليس إعلاما ينتظر التعليمات؛فكما يقول رجيس دويري في كتابه ' السلطة الفكرية في فرنسا ' "الإعلام اليوم أصبح أداة الدولة الناجعة لتمرير إيديولوجيتها "
صدق ريجيس دويري, ويكفيك أن تشاهد أخبار القناتين لتتأكد.
نحن نحترم الجهود الملكية و نقدرها لكن ليس لدرجة التقديس وجعلها محور الأخبار لا نريد فيلما وثائقيا عن منجزات جلالته نريد أخبارا سياسية و اجتماعية وإصدارات ثقافية محضة ..حتى أن مقتل القذافي لم يبث إلا بعد مرور 24ساعة أي انها ' أخبار بايتة.
سيدي الوزير لماذا تسعى القناتين الوطنيتين لإستغباء المشاهد المغربي من خلال بث برامج اقل ما يقال عنها أنها تافهة ومسابقات الرسائلSMS.التي تستبلد المتلقي
دون ان ننسى أرقام المشاهدة المغلوطة التي تضلل المشاهد..
سيدي وزير الاتصال عسى أن يوضع قانون صارم لوقف هذا التعامل المزري مع المتلقي و الاستهانة به دون احترام لذكاءه ونضجه الفكري .
غياب البرامج الثقافية و السياسية سيدي الوزير مشكلة حقيقية يتخبط بها إعلامنا, اقترح سيدي الوزير ان يتم محاسبة لجان القراءة على الأعمال التي يجمع الكل على رداءتها..
في الوقت الذي يحاول فيه الإعلام العالمي و العربي التقليص من مدة الإشهار نجد أن قناتينا يحاولن بجهد عرض مزيد من الإشهارات الغبية لكون المداخيل المالية أهم من المشاهد . هذه جملة مما يعانيه السمعي البصري ببلادنا وما خفي كان أعظم
أما بالنسبة للإعلام المقروء فلا تتساءل سيدي الوزير عن سبب عزوف الشباب عن قراءة الجرائد الوطنية وانكبابه على الجرائد العربية هذا راجع لفقرها المدقع وانعدام مهنيتها كذا أخطاءها اللغوية دون الحديث عن مستواها في إيصال المعلومة بل و حتى سياستها غير واضحة البتة ولا مجال للحديث عن الموضوعية دون انحياز ..
لا نكاد نفرق بين الجرائد الحزبية و المستقلة وكما تعلم سيدي الوزير فبلادنا تستعد للانتخابات لكن الجرائد باتت لمن يدفع أكثر..
ففي المغرب يرحب بالصحافة الصفراء أما الصحافة الجادة فلا مكان لها... لكونها أصبحت ملجأ لمن هب و دب
أسألكم سيدي عن حرية الصحافة بالمغرب ؟؟هي بالطبع مقموعة وتمثلت أبرز محطات قمع حرية التعبير والصحافة هذه السنة في الاعتقال التعسفي للصحفي رشيد نيني وفي الإغلاق التعسفي لمكتب قناة الجزيرة بالرباط وإدانة مديره حسن الراشدي … وغيره الكثير
هذا لا يشجعنا كشباب صحفيين ...على ذكر الشباب نحن كطلبة معاهد الصحافة تنتهك حقوقنا فيما يخص البحث عن تدريب ميداني..إن لم تكن ' جدآك فالمعروف ' فلن تستطيع إيجاد تدريب بمؤسسة محترمة وإلا ستضطر لطرق اخرى غير شرعية والتي باتت لا تفارق مسامعنا ...الى متى؟؟
الى متى سيظل الحال على ما هو عليه ؟؟!! ضقت درعا وانا في بداية مسيرتي الصحفية ..ما بالكم بمن يعانون منذ عقود...
حريتنا في التعبير عن كل هذا لا زالت مقموعة ومقيدة رغم طموحاتنا التي تكبر أملا في غد أفضل يحترم فيه الصحفي و المسئول هذه المهنة الشريفة لأن الصحفي ليس بضاعة تباع و تشترى ..الإعلام سلطة رابعة ..نريد الخروج من ظلمات الجب الذي يقبع فيه الإعلام الوطني ...وهذه مسؤوليتك سيدي الوزير !!