الصحراء نيوز -محسن الندوي*
أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في مفاجأة من العيار الثقيل للرأي العام المغربي، بأن الملك محمد السادس قد عين فؤاد عالي الهمة مستشارا له بالديوان الملكي، اليوم الأربعاء، رادّة هذا القرار إلى ما راكمه عالي الهمّة من "خبرة وتجربة في المهام التي أسندت إليه".
وسبق للهمة، أن درس بالمدرسة المولوية، ثم التحق بوزارة الداخلية، وشغل أيضا منصب رئيس ديوان ولي العهد، ثم مديرا لديوان الملك محمد السادس، وأيضا انتخب نائبا برلمانيا، ورئيسا للجماعة الحضرية لبن جرير، كما شغل منصب كاتب دولة ثم وزيرا منتدبا لدى وزير الداخلية.
ويأتي تعيين فؤاد عالي الهمّة مستشارا ملكيّا، بعد فشله كزعيم"روحي" لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه سنة 2008 هذا الحزب المثير للجدل الذي جرّ عليه الكثير من المشاكل جعلت المحتجين يخرجون في شوارع مدن وقرى المملكة يطالبون برحيله وبحل حزبه
ولقد تمّ تأسيس هذا الحزب تأسيسا غير عاد، أي ولد كبيرا منذ نشأته، ووضع من بين أهم أهدافه إضعاف حزب العدالة والتنمية ، والفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة لتشكيل حكومة وترأسها، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن، فقد فاز الخصم السياسي اللذوذ حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى وتم تعيين أمينه العام رئيس الحكومة الجديدة، معنى ذلك أن الهدف الأساسي لتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة لم يتحقق وبالتالي يكون الهمة قد فشل سياسيا في مهمته.
وبالتالي فتعيين الهمة مستشارا للديوان الملكي يعد رحيلا عن المعترك السياسي الذي طالما نادت به قوى سياسية وشعبية من الرأي العام المغربي ومنها حركة 20 فبراير
فمنصبه الجديد كمستشار ملكي يفرض عليه الحياد والاستقلالية عن كافة الأحزاب السياسية وخاصة حزب الاصالة والمعاصرة، الذي قدّم استقالته الشكلية منه اعتبارا "لما يقتضيه هذا التشريف المولوي من استقلالية وتجرد".
وأخيرا، من حقّ الملك أن يعيّن من أبناء شعبه من يراه أهلا للاستشارة وبعد النظر، من كافة الشرائح والأعمار.
*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية