الصحراء نيوز : محمد وعلي
في سباق محموم مع الزمن و في أخر يوم عمل من سنة الربيع العربي، عقدت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية دورتها ، بعدما تناسى المتتبعون شان المبادرة ، و لقد تبين من خلال ما دار في جلستها اليتيمة أنها تحولت من مجال للنقاش و الحوار و التداول إلى مجرد غرفة للتسجيل ، وأن ممثلي المجتمع المدني المعنيون لا يفتحون أفواههم إلا لشرب الماء المعدني الذي تقدمه العمالة .
و مرة أخرى ، يأتي السيد المنسق الإقليمي للمبادرة بخطابه الذي لم يعد يساير المرحلة ، فعوض تفعيل المقاربة التشاركية ، تمت إحالة الملفات على مكتب للدراسات ، حيث قدم أحد مستخدميه عرضا عبر " الداتاشو" تخللته أخطاء مطبعية كثيرة ، وطغت عليه نظرة إحتقارية لمجتمع مدني وليد ، يطلب من فعالياته الإلمام بكل ما جد و استجد في عالم التكنولوجيا و الماركتينغ، وكأن الجمعيات حكرا على خريجي المدارس الكبرى و الجامعات المشهورة.
و مرة أخرى يتم إقصاء جل الجمعيات من الإستفادة من البرنامج الأفقي ، إذ لم تستجب لمعايير خبراء السيد المنسق سوى ست جمعيات ، جلها جدته حاضرة في مأدبة الكرام.
عامل الإقليم الذي يرأس بقوة القانون اللجنة الإقليمية ، أبان عن ذكائه المتميز لما فرمل رئيس القسم الإجتماعي الذي حاول ترديد أسطوانته القديمة في الرمي بقشور الموز تحت أقدام المنتخبين و اللجان المحلية و منظمات المجتمع المدني .
و الملفت للنظر أنه تبين بأن ممثلي المجتمع المدني وجب انتخابهم عوض تعيينهم وذلك ما جاء على لسان "موسيوإندياش"، ليفتح باب النقاش حول ضرورة تأسيس فدرالية للجمعيات يمكنها فرز ممثليها، الأمر الذي أتاح للمتحدث رمي الكرة للسلطات المحلية ، و أن الجمعيات قاصرة و محتاجة لمن يعطيها الدروس ، هذا الأمر لم يحرك ساكنا لدى الخمسة الممثلون للمجتمع المدني.
الدورة انتهت بكلمة لعامل الإقليم تمنى فيها للجميع سنة سعيدة.
أما نحن فنتساءل عما أضافته تجربة ست سنوات من المبادرة الملكية الهادفة إلى الرقي بمؤشرات التنمية البشرية ولسان حالنا يردد : عيد بأي حال عدت يا عيد؟
إن االمبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاءت لإصلاح وضع مختل ، بعدما تبوأت بلادنا أدنى المراتب في سلم التنمية البشرية واعترفت أعلى سلطة بأن مكمن الداء هو إهمال العنصر الرئيسي في العملية التنموية ، وجاءت المبادرة الملكية لاستهداف المواطن الذي يعاني من التهميش و الإقصاء و ويلات الجهل و الأمية و الفقر، إلا أن تجربة نصف عقد بطانطان عرفت فشل أزيد من نصف المشاريع حسب ما جاء في تدخل ممثل مكتب الدراسات ليؤكد أن نصف الإعتمادات تم هدرها . و بحسابات علماء الإقتصاد فإن نسبة بهذا الحجم تعني الإفلاس. مما يجعلنا نساءل من يهمه الأمر عما أعطاه القسم الإجتماعي التابع لمصالحه منذ أول اجتماع حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عرفته ردهات العمالة و إلى يومنا هذا؟