الصحراء نيوز - خديجة الدوادي
في غضون هذه الايام المباركة تتنزل علينا نفحات من فيض الرحمن فما احوجنا للخيرات الربانية، ما علينا إلا ان نتعرض لها بأحسن الاحوال و الاجتهاد في الطاعات من صيام وقيام و أعمال الخير، استعدادا للشهر الكريم و الضيف الجليل رمضان،بهذه المناسبة الشريفة اصف على شكل خواطر ايمانية احوال القائمين في حضن هذه الليالي تقربا من العلي القدير...
.... إنها روضة المشتاقين ومدرسة العارفين
معلمة الصالحين وانس المحبين
ملجأ القاصدين ورجاء السائلين
... يحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطيور إلى أوكارها
يعطرون الأنفس بنسائم الأذكار ...
استعدادا للحظة البكماء .. تنسلخ فيها الشمس ويختلط الظلام
تنصب الفرش وتنطفئ الضوضاء العارمة ...
يندفع القمر للبزوغ رأفة بالقلوب المحترقة ...
تبتسم السماء وتبرز نجومها تزينا لعلها تليق بمقامهم
تتجلى سكينة الهاوين ... فينصبون للمعبود أقدامهم...
ويفترشون على الأرض جباههم... فتطبع عليها مقاعدهم
وتكون لهم شافعة يوم التلاق ... يكابدون الليالي ...
يناجون الحبيب وحرارة الشوق تزيدهم شعلة الهوى للقائه ولذة النظر إلى وجهه الكريم ...
يتلون قرانه ... وبالإلحاح يرجون إحسانه ...
تخضع لعظمتة الرقاب وتذل لجبروته الصعاب ...
تنذرف دموع الانكسار ... وتتكسر أقنعة الكبرياء...
تتهذب وتلين النفوس ... تهيئ ... تهيئ ...
لاعتناق لحظة الثلث الأخير ... لحظة التجلي فينزل الرحمان ... فينزل الرحمان ...
نزولا يليق بمقامه وجلال عظيم سلطانه ...
يباهي بهم الملائكة ... أول ما يمنحهم أن يقذف من نوره في أفئدتهم فتغار النجوم من لألئة وجوههم ...
تفيض الأرزاق ... تراهم يتقلبون بين إنعامه ورحماته
قلوب ترفرف غبطة بالمائدة الربانية والسفرة الإيمانية
تشكلت من أطعمة العبادة ما لذ وطاب ...
ذوقوا بما أسلفتم في الليالي الخوالي ...
أين حظك من الغنائم ؟؟
تقاسمت في لج الظلام وأنت نائم ...
أين مقعدك بينهم ياهائم ؟ ...