صحراء نيوز - إبراهيم وزيــــــــد
بعد التقسيم الإداري لسنة 2009 وإحداث إقليم سيدي افني لم يعد إقليم تيزنيت يتوفر على ميناء للصيد، رغم توفر الإقليم على واجهة بحرية مهمة يبلغ طولها 35 كيلومتر.. وكل ما تبقى للإقليم هو بعض نقط الصيد التقليدي في اكلو وسيدي بوالفضايل وكريزيم.. لكن نقط الصيد التقليدي لا تسمح للبحارة بالاشتغال طيلة السنة، حيت لا تتعدى مدة العمل ثلاثة أشهر في العام بسبب صعوبة الولوج الى المرفأ، بسبب علو الأمواج التي تجعل الإبحار عملية محفوفة بالمخاطر... مما جعل المهنيين يطالبون مرارا وتكرارا بإنشاء ميناء للصيد البحري من شأنه المساهمة في استغلال الثروات السمكية التي تزخر بها الواجهة البحرية لإقليم تيزنيت، وهو مطلب تقاسمه المنتخبون والمجتمع المدني ووسائل الإعلام (انظر افتتاحية "أخبار الجنوب" العدد 36 يونيو 2013 )
وتفاعلا مع مطالب البحارة وملتمسات المنتخبين ونداءات المجتمع المدني حول إنشاء ميناء للصيد على تراب إقليم تيزنيت قادر على استقبال مراكب الصيد الساحلي، قررت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك إطلاق دراسة تقنية حول انجاز ميناء للصيد في موقع سيدي بوالفضايل...
لكن مباشرة بعد الإعلان عن انطلاق الدراسات التقنية يوم 9 فبراير الماضي، خرج هواة الصيد في الماء العكر من جحورهم كالجرذان، للتحامل على المشروع بدعوى ان "المشروع وسيلة لتصفية الحسابات مع سيدي افني والانتقام من سكانها والقضاء على مينائها"... في محاولة يائسة لإقبار المشروع وهو في المهد... وقد تزعم الحركة المناوئة لهذا المشروع الحيوي ثلة من الشباب المندفع الذين يتشدقون بالدفاع عن ايت بعمران.. بدعوى أن المشروع "وسيلة من طرف البيجيدي للانتقام من سكان سيدي افني".... الى غير ذلك من الترهات والمبررات الواهية التي لا يقبلها ذو عقل سليم... لكن وجه الغرابة يكمن في انضمام عامل إقليم سيدي افني الى لائحة المشوشين على مشروع ميناء سيدي بوالفضايل حيث عبر سيدي صالح الدحا يوم الثلاثاء 23 فبراير في اللقاء التواصلي حول برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية باقليم سيدي افني2014-2017 الذي نظم بحضور رئيس جهة كلميم وادنون عبد الرحيم بوعيدة ورئيس المجلس الاقليمي ابراهيم بوليد وعدد من المنتخبين عن رفضه لمشروع إحداث ميناء بسيدي بولفضايل مؤكدا انه راسل كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل في الموضوع، مضيفا أن الجهات يجب أن تبقى متضامنة وليس متنافسة فيما بينها كأن التنافس في التنمية عيب وحرام... وهذه أول مرة نسمع عامل إقليم معين يتحرك من اجل تعطيل مشروع تنموي في إقليم آخر بالمملكة، علما أن المستفيد من هذا المشروع هم مواطنون من نفس البلد وليسو أجانب أو قادمون من كوكب آخر....
ويتذرع الرافضون لمشروع ميناء سيدي بوالفضايل، ومن بينهم عامل سيدي افني، بكون الميناء الجديد سيسحب البساط من تحت أقدام ميناء افني وسيقلل من حجم الرواج المينائي لكون موقع المشروع قريب من سيدي افني... رغم أنه يبعد عن ميناء افني بأكثر من 65 كلمتر، وإذا اعتمدنا هذه المقاربة فإن على عامل إقليم سيدي افني ونشطاء المواقع الاجتماعية أن يطالبوا الدولة بإغلاق ميناء الجرف الأصفر لكونه لا يبعد عن ميناء مدينة الجديدة سوى ب 17 كلم فقط.. كما يتعين أيضا وفق نفس المنطق إغلاق ميناء أصيلة لكونه يقع على بعد 40 كلم جنوب ميناء طنجة و30 كلم شمال ميناء العرائش، بالإضافة الى إغلاق ميناء القصر الصغير، الذي لا يبعد عن ميناء طنجة إلا بمسافة 35 كلم شرقا...
نعتقد أن الشباب المندفع يخوضون المعركة الخطأ ضد مشروع ميناء سيدي بوالفضايل، وهو مشروع لا يزال قيد الدراسة، سينجز في موقع يبعد عن سيدي افني بأكثر من ستون كلومتر، وهي مسافة تفوق المسافة الفاصلة بين بعض الموانئ المغربية، وبالتالي فإن الحديث عن تأثير سلبي للميناء الجديد على ميناء سيدي افني أمر مردود عليه وغير مبني على أي أساس، وإنما يفصح عن كون بعض الافناويون لديهم عقدة حقيقية تجاه تيزنيت، ويتوهمون أن تطور تيزنيت يأتي على حساب خيراتهم...
إن الأسئلة الصعبة التي يجب أن يطرحها الافناويون هي لماذا لم يتم استكمال نسبة 25% من الأشغال المتبقية من صفقة تهيئة ميناء سيدي افني من طرف وزارة التجهيز والنقل؟ ثم ماهي نصيب إقليم سيدي افني من النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية التي خصصت له ميزانية ضخمة تفوق 77 مليار درهم، لم يخصصوا منها لسيدي افني سوى دار ضيافة ودار للزربية....
هذه هي الأسئلة الحقيقية التي يجب أن تشغل بال المهتمين والغيورين على سيدي افني، أما التشويش على مشاريع الأقاليم المجاورة فهي مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها...
التتمة في جريدة "أخبار الجنوب" الورقية عدد 52 مارس 2016