تحت شعار " عشر سنوات في إطار صلة الرحم و التواصل " عرفت مدينة العيون أيام 28 ، 29 ، 30 دجنبر 2018 تنظيم الملتقى الدولي العاشر لقبيلة تجكانت ، حيث تميز هذا الملتقى بحضور وفود قدمت من مختلف جهات المغرب وشخصيات من الجزائر موريتانيا ومالي.

وعرفت هذه الدورة تنظيم مركز تنيكي للدراسات و الأبحاث بالصحراء يوم السبت 29 دجنبر 2018 بقاعة الحفلات اللؤلؤة ندوة دولية حول " تاريخ التمدن بالصحراء " : حواضر علمية و ثقافية وتجارية تأسست بمجال تطبعه البداوة ، اطر جلستها الأولى الدكتور محمد عالي لفيرس .

وفي أول مداخلة حول " التجارة و التصوف : ودورهما في تأسيس مراكز عمرانية " شدد الدكتور الموريتاني احمد مولود ابده لهلال على أهمية هذا اللقاء العلمي و التواصلي بهذه الحواضر، و تحفظ على مفهوم المدينة بالصحراء من الناحية الإجرائية .

و قال الدكتور محمد بوزنكاط أن البادية مجال الندرة وغياب التراكم كما يرى ابن خلدون ، لكن تشكل إرثا حضاريا وإنسانيا عميقا كما هو الحال بالنسبة لمجال الساقية الحمراء الخالي من المدينة و العمارة ، بخلاف مجال موريتانيا و وادنون الذي عرف التمدن مبكرا ، وهو ما يفسر أن أصل المدينة يكمن أساسها في محضرة ، أو بئر و حركة ثقافية و الأنشطة التجارية و المسالك الإستراتيجية..

وأضاف ، خلال مداخلته أن الأرض لمن أحياها و العلاقات المغربية الإفريقية تحاول إحياء تجربة قبيلة تجكانت في مفهوم العمارة من خلال حاضرة " تندوف " التي الهم تأسيسها الشيخ ماء العينين لبناء مدينة السمارة و ساهم هذا الفكر في بناء قصبة ازركيين ..

وشدد الدكتور محمد بوزنكاط في خضم مقاربته التاريخية للمدينة و البداوة على أهمية دراسة المجال الصحراوي في شموليته و عدم إقصاء التراث المادي و التركيز فقط على التراث الشفهي ؟
وحدد الدكتور أحمدوا الأكحل المميزات الخاصة لتراب البيضان كجزء من مركز الأحداث في القرون الوسطى و بحكم التجربة الخاصة للمجتمع الصحراوي في مرحلة البداوة التي أنتجت ثقافية شفهية تجاوزت الكيانات السياسية .

وركز الدكتور في مداخلته " المدينة بالصحراء : الوظيفة التاريخية و الاجتماعية " على أن الإنسان الصحراوي عرف عبر الزمن " بتراكم الثروة " بالرعي و التجارة مما جعل الاستقرار و التمدن يستمر وهنا يختلف المجتمع الصحراوي عن المجتمعات الزراعية و تنظيم المجتمع الأهلي الديني والعسكري .
لكن الدكتور أحمدوا الأكحل يرى أن مرحلة بناء المدينة الصحراوية دخلت في أزمة عميقة في مرحلة الاستكشافات الجغرافية ليخلق الإنسان الأوربي مدن ومجال إنتاج رأسمالي ويرزع فتيل صراعات وفتن بين القبائل الصحراوية ليحافظ على مصالحه كمستعمر .
ومن ثم حسب ذات المداخلة تم إنهاء السلم الأهلي البدوي الذي عاش عليه الإنسان الصحراوي لقرون وبعد الاستقلال الدولة الوطنية كرست نفس الواقع ولم ترد الاعتبار لحد الساعة للمدن بشكلها التاريخي و الحضاري.
وختم مداخلته بان المدينة في الصحراء ليست فاس أو القيروان رغم أن مدينة العيون تطورت في إطار رأسمالي واعتبر أن البدو يبنون أرقى و أقوى الحضارات و قد يهدمونها على غرار المغول العثمانيين و المرابطين ..
الشيخ سيداتي السلامي طالب برد الاعتبار لجماعة تلمزون بإقليم طانطان ودعا جميع الباحثين لانجاز دراسات حولها .

فيما دعا متدخل أخر إلى نفض الغبار عن زاوية الشيخ ماء العينين بالسمارة ..
وعرفت الجسلة الثانية من الدورة العاشرة التي ينظمها سنويا مجلس أعيان قبيلة تجكانت بالمملكة المغربية ، مداخلات قيمة حول " تمبكتو : الحاضرة العلمية و التجارية " ، " حاضرة تندوف : مركز علمي وتجاري يتوسط الصحراء " ، "ميلاد المدينة" ، " بدايات التمدن بواد درعة : أسا نموذجا " ، " حضارة تمدولت " ، " تدبير المجال الترابي بالسمارة : من الضبط و التأطير إلى التنمية و التأهيل ".

سيرها أطرها على التوالي الدكتور عادل احمد محمود الارواني ( مالي )، الدكتور رحال محمد (الجزائر ) ، الدكتور سيبويه يحظيه ( المغرب ) ، الدكتور لغلى أبوزيد ( المغرب ) ، الدكتور محمد أودور ( المغرب ) ، الدكتور عالي أمجد ( المغرب ).

وعمل مجلس أعيان قبيلة تجكانت بالمملكة المغربية على تنظيم احتفال خاص خلال الدورة العاشرة من هذا اللقاء التواصلي الدولي الذي انطلق منذ سنة 2008 و ساهم في إطلاق عدة قوافل للتواصل وصلة الرحم بين أبناء قبيلة تجكانت في المغرب و خارجه ، و التعريف بأعلام الصحراء و حواضرها التاريخية .

وهكذا تم تكريم عدد من الرجال و الترحم على كل من غادر إلى دار البقاء بعد عطاء و حضور في هذا اللقاء الدولي الذي قال عنه رئيس الوفد الموريتاني في كلمته انه أصبح يحضى بوزن كبير و احترام وتقدير في عدد من الدول الإفريقية ودول الخليج .

وعرفت فعاليات الدورة العاشرة تغطية اعلامية واسعة و حضور مكثف و إلقاء كلمات ترحاب إلى جانب قصائد حسانية خاصة بهذه المناسبة وأناشيد فصيحة في مدح الرسول صلى الله عيه وسلم ، وشارك عدد من وجهاء واطر القبائل الصحراوية ، وقدم عرش " اجواكين " من قبيلة ايتوسى هدية عبارة عن جمل لقبيلة تجاكنت التي وصفها رئيسها بالمغرب الطالب بويا ابا حازم القبيلة المسجلة ضمن "القبائل المسلمة المليونية عددا" .