الصحراء نيوز /بقلم : الداودي المحجوب
يحكى ان شرتات "السلطة " حل ضيفا على احد الفركان(مجموعة خيام)..و توجه صوب احدى الخيام الكبيرة..يبدو انها خيمة احد الاكابر ، سلم صاحبنا على اهل الخيمة ، سمع صاحبنا كلمة استاخر(تقدم)أو ادخل، ودخل الخيمة.
فوجد بها شابتين في غاية الجمال والحسن ولقي منهما الترحيب المميز كما هو معهود عند أهل الصحراء من تكرار في السلام و من كرم الضيافة وحسن الاستقبال وإكرام الضيف.
فقدمتا له "اماعين" أواني اتاي(لوازم الشاي) و ما عندهما من لبن في ثلاث قداح، وضعتهما في الوسط، حتى يتكمن كل واحد منهم من أخذ قدح له وارتواء اللبن.. لبن الابل .
الا أن شرتات السلطة كان منهك ومتعب وجد جائع فقد بلغ منه التعب اشده .بسبب الحر ومشاق السفر
والعطش في الصحراء.
وبعد أن جلستا أمامه الفتاتين "الفالحتين" (الجميلتين) انشد "شرت اتالسلطة" المعروف بمكره وشراهته القافين(البيتين) الشعريين:
" نتوماتي ذوك الثنتين ----- والكَدحة تسماو ثلاثة
وآنا والكَدحات الثنتين ----- ذوك ثلاثة ف ثلاثـة "
ومعنى القافين (البيتين)الشعريين:
" أنتمتا الاثنتين، مع القدح الواحد مجموعكم يساوي ثلاثة،
وأنا الواحد مع القدحين الاثنين مجموعنا يساوي ثلاثة."
وشرح كلام "شرتات السلطة" أي انه قام بقسمة عادلة:
بما أن ثلاثة لا تخالف ثلاثة، فلا عيب في الإنصاف. ومن العدل جدا أن أشرب قدحين فيما تكتفيان بشرب واحد.
هذه هي قسمة شرتات السلطة في تسيير الشأن المحلي في مجتمعنا الصحراوي الذي لم ينضج بعد.