لتخفيف الضغط عن القدس وما يتعرض إليه المقدسيون من حصار وإرهاب لقُطعان مستوطنية ، هاهي صواريخ العزة والشرف توجه حتى عمق تل أبيب و أسدود وعسقلان..
بمشاركة صواريخ المقاومة، دشنت مرحلة جديدة تصان بها كرامة الفلسطينيين الذين يتصدون بصدورهم العارية للعدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة.
لتبلغ المحتلين رسالة قوية واضحة أن فلسطين عربية مسلمة ، وأن الشعب الفلسطيني المجاهد لن يبيعها مهما كان طغيان الصهاينة .
كما أن أجيال اليوم من الشباب كانوا أطفالا عندما هبّ آباؤهم بالانتفاضة الأولى و الثانية ، لتنتهي مرحلة 70 سنة من تسمية العرب للثورة الفلسطينية انتفاضة الحجارة ، و اليوم تحولت وسائل المقاومة الفلسطينية من الحجر والمقلاع إلي صواريخ الكورنيت وفجر وبركان و القسام و الطائرات المسيرة و غواصات بشرية فلسطينية تحت البحر لتدمير زوارق العدو ، لا تنفع معها القبة الحديدية ولا المخابرات المصرية .
الحرب المفتوحة افتقدت العدو توازنه ، و رفعت من معنويات الشعب العربي في خضم اكبر حرب إعلامية بكل اللغات و عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعمم رسالة مدوية للعالم و شرفائه أن فلسطين التاريخية لأهلها الذين عاشوا فيها الآلاف السنين فيها و ليست للمحتلين القادمين من نقط مختلفة من كوب الأرض.
وتوحدت كل الألسن و الأقلام، ، الحناجر، الأهداف، الاتجاهات و الأولويات ، ولتؤجل الخلافات والنزاعات ، فالقدس، عاصمة فلسطين الأبدية، مهد الأنبياء، بوابة السماء، منتهى الإسراء، ومنطلق المعراج.
الان أطفال فلسطين، نساؤها، شبابها وشيوخها يعيدون القضية إلى أصل الصراع وجوهره، إلى التناقض الرئيسي، بين محتل غاصب وشعب جبار يرفض الخنوع والاستسلام ويطالب بحقوقه المشروعة ، من وعد بلفور إلى وعد ترامب ، فرصة لفتح جبهات أخرى ضد دولة الأبارتايد الصهيونية أو كما أحب أن أطلق عليها " تنظيم الدولة الصهيوني " وهو اخطر من داعش لأنه يمتلك أسلحة فتاكة و أنظمة تجسس تهدد الإنسانية جمعاء وهو عضو في هيئة الأمم المتحدة ؟.
ثورة الشيخ جَرّاح بصواريخها و صمودها الشعبي الأسطوري في القدس تأتي بعد العقد النفسية العميقة المستمرة التي خلفها سقوط صاروخ سوري في منطقة النقب، قرب مفاعل "ديمونا" النووي ليوضح مدى خطورة الوضع في المنطقة ، و أن معركة تحرير القدس تعني دول أخرى ومصيرها كاليمن وسوريا والعراق وجنوب لبنان..والصواريخ الأخرى القادمة لن تكون تائهة كالصاروخ الصيني .
وختاما دماء الشهداء وأنين الثكالی وبكاء الأطفال علی أبائهن لم يبقی بلا عقاب ولم يذهب هدرا.
إن الله عزيز ذو انتقام، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة دعوة الحرية