صحراء نيوز - بقلم : فيصل رشدي
شكل موت الأستاذ الراحل عمر الخليل أعلي ميارة، صدمة كبيرة بالنسبة لي و لأهله ومعارفه وأصدقائه، كان يوم وفاته، يوم الجمعة عقب صلاة الظهر، أتذكر توقيت الوفاة، الذي لازل ذكرى أليمة محفورة في ذاكرتي.
عمر الخليل أعلي ميارة، سليل الشرفاء والمجاهدين، حفيد كل من الشيخ سيدي أحمد الركيبي دفين واد الحبشي وحفيد الشيخ سيدي عبد الرحمان التهالي دفين واحة وين مذكور. كبر عمر الخليل ميارة في بيت طانطاني الهوى صحراوي الإقامة، وأهله أهل التقوى والكرم.
جمع عمر خصال الطيبة والمعاملة الحسنة من أبيه وأمه، ورث مجد جده البطل الشهيد أعلي ولد ميارة، الذي يعتبر أسد الصحراء وأكبر مقاوم للغزاة من الفرنسيين والإسبانيين. تغنى عمر ببطولاته جده أعلي ولد ميارة، الذي كبد الاستعمار خسارة جسيمة في الأرواح والمعدات في كل مناطق الصحراء، حتى أن هناك مشتشرقا إسباني لقبه " بروبن هود أفريقيا".
عرف عن الشاب عمر الخليل ميارة حسن السمعة ودماثة الخلق والمعاملة الطيبة لكل من يعرفه. كبر في الطانطان، ولم يطل به المقام هناك، لينتقل للدراسة في مدينة السمارة، ربط مع أصدقائه صداقات عمرها من عمر الطفولة وذكرياتها لاتزال شاهدة عليه بين ألبومات الصور وأحاديث الأصدقاء.
نعم يا ساداتي الكرام، المرحوم عمر الخليل أعلي ميارة، رجل يحب الخير وكان يسعى إليه سرا. وسأحكي لكم يا أيها القراء ما جرى بيني وبينه في محادثة هاتفية دامت أكثر من ساعة. ---قال لي: علمت بإمراة أرملة لها أبناء وبنات فآلمني وضعهم، و أحزنني حالهم، فصمت وقال: سأتكفل بأمرهم. وأردف قائلا: دع الأمر سرا بيننا. منذ ذلك الوقت عرفت قدر الرجل ومحبته لفعل الخير في صمت، طالت سنوات وسنوات وهو يتصدق سرا دون أن يخبر أحدا.
لازالت روح عمر الخليل ميارة تسكن بيننا، لازالت صورته بين أعيننا، لازال صوته في آذاننا. لن ننساك يا أخي الغالي عمر الخليل أعلي ميارة.
تجدر الإشارة أننا نتوجه إلى كافة أبناء مدينة السمارة وفعاليات المجتمع المدني والمسؤولين عن قطاع الشبيبة والرياضة بتخليد اسم المرحوم عمر الخليل أعلي مدينة على دوري لكرة القدم في رمضان القادم بإذن الله تعالى.