صحراء نيوز – طانطان
ليلة أمس في حي عين الرحمة بالطنطان ، بعد أن سددت له الأم ضربات قاتلة في جسمه النحيف بعصا المكنسة الخشبية ، لا يزال الابن القتيل ( 5 سنوات ) في ثلاجة الموتى بالمستشفى في انتظار إكمال التحقيق الذي فتحته النيابة العامة .
المعطيات الأولية تبين أن المتسبب في هذا الحادث الأليم والدته وكان سبب إقدامها على ذلك محاولة معاقبة الطفل على تسببه في اتساخ الأرض أو ملابسه بالمرحاض أو هكذا يشاع .
الطفل لفظ أنفاسه متأثراً بتلك الإصابة، والغريب أن حالته الصحية و الجسيمة تبين انه في عمر سنتين لا خمس سنوات ، ما يبين سوء التغذية الذي يعاني منه نتيجة الفقر و الجوع .
ومنزل العائلة مسرح الجريمة والقتل الغير المتعمد هو وكر تظهر فيه غرفة واحدة منفردة و يشبه أكواخ القرون الوسطى ، ولايصلح أصلا للعيش الكريم و لتربية الأطفال مما يتسبب في طاقة سلبية لكل من يرتاده .
المؤلم في هذا الحادث بإقليم طانطان جنوب المغرب ، وفي حي عين الرحمة الذي لايدل اسمه على واقعه ، فهو احد أحزمة الفقر المدقع ، فالأم المطلقة تنحدر من مدينة الجديدة تعاني من أمراض وضغوط نفسية مع قسوة الحياة ، وهي تقاوم خلافات عائلية سابقة مع الزوج الذي انهي علاقاته الزوجية بها و احتفظ بحضانة الابن القتيل ..
الحادث يطرح سؤال حول الجدوى من مؤسسات الدولة الخاصة بالتعاون الوطني و الإنعاش الوطني و مؤسسات التنمية البشرية و الأسرة وحقوق الإنسان ، فكيف تعيش عائلة في شبه منزل غير ملائم للعيش البشري و الأطفال يعانون من سوء التغذية ؟
مثل هذه الأجواء تصنع الجريمة وهي الحضن الأول لانطلاق التنظيمات الإرهابية مثل الكرينات ..فهل من تحقيق حكومي رفيع المستوى لتحديد المسؤوليات وتصحيح الاختلالات المؤسساتية العميقة بإقليم طانطان ..