في أكبر ضربة لتنظيم القاعدة منذ مقتل مؤسسه، أسامة بن لادن 2011، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، قتل زعيم التنظيم، أيمن الظواهري في ضربة أميركية بالحي الدبوماسي وسط كابول بأفغانستان، مطلع الأسبوع الماضي .
هذا و تبادلت الولايات المتحدة وحركة طالبان الاتهامات بشأن الظواهري، واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حركة طالبان بانتهاك اتفاق الدوحة (تم توقيعه في فبراير/شباط 2020 ومهد الطريق للانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاما) باستضافتها الظواهري وإيوائه.
من جهتها، ردت حركة طالبان باستنكار الغارة الأميركية بشدة، وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد -في بيان- وقوع الضربة واستنكرها بشدة باعتبارها انتهاكا "للمبادئ الدولية" وتكرار للاخطاء الامريكية على مدى عقدين من الزمن .
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الظواهري كان مختبئا منذ سنوات، مضيفا أن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات، وفقا لـ"رويترز".
وأكد مسؤول أميركي آخر، أن العملية تمت عبر طائرة دون طيار تابعة للمخابرات المركزية الأميركية، مشيرا إلى أن العملية تضمنت تعقبه "عبر أسرته"، وفقا لصحيفة "بولتيكو".
ووقعت العملية في الساعة 6:18، من صباح الأحد، بالتوقيت المحلي في كابل بينما كان زعيم القاعدة يقف على شرفة منزله.
لسنوات عديدة، كانت الحكومة الأميركية على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود القاعدة في البلاد، وفقا لـ"رويترز".
وهذا العام، حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري، زوجته وابنته وأطفالها، انتقلوا إلى منزل آمن في كابل قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه.
وقال المسؤول الأميركي الذي نقلت عنه "بولتيكو" : "حددنا هذا العام أن عائلة الظواهري، انتقلت إلى منزل آمن في كابل"، مضيفا "ثم حددنا الظواهري في الموقع نفسه من خلال طبقات متعددة من الاستخبارات".
وعلى مدى عدة أشهر، ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابل.
وفي أوائل أبريل، بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة، وبعد ذلك أطلع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، الرئيس جو بايدن.
وأشار المسؤول في الإدارة الأميركية إلى أن "عادة وقوف القائد الإرهابي على شرفته سمحت للولايات المتحدة بمراقبته والتأكد من هويته"، حسب ما نقلته "رويترز".
قال المسؤول إنه بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابل، لم يغادره وتم رصده على شرفته حيث استُهدف في نهاية المطاف، وفقا للوكالة.
وحقق المسؤولون في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية لقتل الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري، بحسب ما نقلته "رويترز".
في الأسابيع القليلة الماضية، عقد الرئيس بايدن اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل.
وفي أول يوليو، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)، وليام بيرنز، الرئيس بايدن، على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.
وطرح بايدن "أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه" وفحص عن كثب نموذجا للمنزل الآمن الذي أعدته المخابرات، بحسب المسؤول.
وقال بايدن، الاثنين، إن الظواهري قتل بغارة من طائرة مسيرة "من دون وجود قوات أميركية على الأرض"، مضيفا أن العملية "تم الإعداد لها وتنفيذها بدقة عالية".
وأكد أنه "بعد مراجعة المعلومات بدقة، صرحت بالضربة الدقيقة التي ستخرجه من ميدان المعركة، مرة وإلى الأبد".
وأضاف أنه "لم يتعرض أي من أفراد عائلته أو أي مدنيين آخرون إلى الضرر بسبب الضربة".
وقال المسؤول إنه الرئيس سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية، كما طلب الرئيس تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابل، وفقا لما نقلته "رويترز".
وعمدت مجموعة منتقاة من كبار المحامين المشتركين بين الوكالات إلى فحص تقارير المخابرات وأكدوا أن الظواهري هدف قانوني بناء على قيادته المستمرة للقاعدة.
وقال المسؤول إن الرئيس دعا في 25 يوليو، أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة أميركا مع طالبان، من بين أمور أخرى، حسب "رويترز".
وبعد التماس آراء الآخرين في الغرفة، أذن بايدن "بضربة جوية دقيقة" بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
ونفذت طائرة مسيرة الضربة في النهاية الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0148 بتوقيت جرينتش) في، 30 يوليو، باستخدام صواريخ "هيلفاير".
وحسب مراقبين فعملية اغتيال الظواهري الذي ولد عام 1951 لعائلة بارزة في العاصمة المصرية، وكان حفيدا لشيخ الأزهر ، تهدف لامتصاص غضب الرأي العام الامريكي على الفشل الذريع في حرب اوكرانيا و ملف تايوان وكوريا الشماللية و ايران ، وهو محاولة لتاكيد النفوذ الامريكي الضعيف دوليا اليوم في دولة تعيش في القرون الوسطى مثل افغانيستان .