صحراء نيوز – سمية عبد الدائم
نجحت السلطة المحلية و عناصر الشرطة و الوقاية المدنية، اليوم الثلاثاء 22 نونبر 2022، في ثني مواطن عن محاولة الانتحار من أعلى إدارة دار الشاب المسيرة قبالة مقر عمالة إقليم طانطان .
وصعد المواطن ، إلى سطح البناية ليهدد بالانتحار وسط تجمهر المارة و التلاميذ في الطريق الرئيسية المؤدية لمدينة العيون، ليتم إقناعه وهو في حالة هستريا بالتراجع عن الانتحار وإنقاذ حياته.
هذه المحاولة هي الرابعة على التوالي و الثانية في عهد العامل الحالي بإقليم طانطان ، فالمواطن يعتصم مع مناضلي المنظمة الديمقراطية للشغل لخمسة أشهر أمام مقر العمالة ، ولم تشفع ظروفه المادية و الاجتماعية و الصحية الصعبة، في إرجاع المسؤولين لبطاقة إنعاشه التي تمت مصادرتها منذ سنوات ، مع العلم أن نفس المسؤولين متورطين في صرف بطائق إنعاش لأشخاص خارج الإقليم و آخرين مكلفين بالتشهير بالمناضلين على مواقع التواصل الاجتماعي .
ورغم نجاح حراك مناهضة الفساد في قطاع الانعاش الوطني في إزاحة المندوب و إحراج المنتخبين من حاملي شعارات تمثيل السكان و التغيير و النضال ، وفضح مرتزقة الريع فان هناك اختلات اجتماعية خطيرة و احتقان اجتماعي لم تعالجه بعد الدولة ، بل حتى الحوار مع المهددين بالانتحار يكون بمبادرة من مواطنين في مشهد بائس ينم عن ضعف المؤسسات و انتهاء الحلول الاجتماعية أو هكذا يقال ...
بينما لوبي الفساد و المقاولين الكبار في اطار تحالف المال و السلطة ، تبقى الإدارة متاحة لهم لقضاء مصالحهم لكن السكان حرموا حتى من الاستفادة من برنامج اوراش الحكومي و العمل في قطاع النظافة التابع للمجالس المنتخبة أو حتى تلقي رد على مراسلاتهم المتهاطلة على عمالة طانطان التي لم تخصص منذ سنوات يوم لاستقبال رعايا الملك ..
وختاما الأسباب الحقيقية لمحاولة انتحار المواطن يعرفها حتى أطفال القسم الأول ابتدائي بإقليم طانطان ، لكن السؤال ماهي الدروس المستخلصة من هذا الحادث البائس تنمويا و اجتماعيا وحكوميا ؟.
وللأمانة فبعض المنتخبين السماسرة من المستفيدين من العشرات بطائق الإنعاش الوطني لازالوا يهمسون في إذن المسؤول " إلا عطيت لهذاك كارطية اخرجوا عندك سكان طانطان كاملين ؟"
من سخرية القدر شاهد جمع غفير اليوم كيف أن حرمان مواطن من رجال و مشاهير حفر القبور صورة صادمة للوعي الجماعي فضحت المستور في عمالة طانطان وعقلية النخب الفاسدة التي صنعتها الانتخابات المزيفة و تجارة البشر و مصالح 200 درهم .