مرحبا بكم في موقع الصحراء نيوز ، جريدة إلكترونية شاملة تفاعلية: المرجو ارسال الأخبار والتقارير إلى البريد الالكتروني: [email protected]         سفير فرنسا: انقلاب النيجر قضية داخلية             تحولات الفعل الاجتماعي في المسار الحياتي             السعودية وإيران ... تقارب مؤثر إقليمياً             السلاح التكتوني أو الزلزالي : عبده حقي             هيئة المحامين بخريبكة تتبرع لفائدة ضحايا الزلزال             العودة إلى غطاء الذهب             جامعة شعيب الدكالي تقصي أغلب مراسلي المنابر الإعلامية الوطنية             دعوة الدكتور عبد الله حمدوك إلى تحكيم صوت العقل             ديمومة الاعمال تحدي وتواصل أجيال             المخاطر الطبيعية والحد من كوارثها: عبده حقي             المعارضة في جماعة طانطان تطلب ضمانات لإقرار قيادة جديدة             البيت الأبيض : التحقيقات الرامية إلى عزل الرئيس الأمريكي دوافعها سياسية             بعد زلزال الحوز : واقع مستشفى الحسن الثاني بطانطان            المسكوت عنه في الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر             هذا ما قاله مواطن من دولة النيجر عن صحراء نيوز            رسالة صحفية لرئيسة الجهة من المؤتمر العاشر للفيدرالية             القواسم المشتركة في الخيمة التقليدية             شباب عاطلون عن العمل ينتفضون بطانطان ضد الاقصاء و تمويل تفاهة كاري حنكو             ما هو أقصر طريق لتكون من أصحاب الملايين بالصحراء ؟           
إعلانات
 
قضايا الناس

السموم و المخدرات : قصة الشاب يوسف بالطانطان

 
tv الصحراء نيوز

بعد زلزال الحوز : واقع مستشفى الحسن الثاني بطانطان


المسكوت عنه في الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر


هذا ما قاله مواطن من دولة النيجر عن صحراء نيوز


رسالة صحفية لرئيسة الجهة من المؤتمر العاشر للفيدرالية


القواسم المشتركة في الخيمة التقليدية


انتهاك حقوق العاملات بطانطان ، و السلطات تتفرج ؟


من قلب طانطان كلمة في حق الفقيد لحسن نبيه

 
كواليس صحراوية

نقابي يتحدى الرئيس الأسبق ..كيف يطبق قانون من أين لك بالوطية

 
طرائف صحراوية

ذكريات أيام زمان الطيش ( 2 )

 
التنمية البشرية

الحسيمة: مشاريع ألإدماج الإقتصادي للشباب تحظى باولوية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

 
طلب مساعدة

الطنطان : مريض بالقلب في حاجة إلى عملية مستعجلة في الدار البيضاء


نداء عاجل للمحسنين من أجل مساعدة مريض على العلاج

 
قضايا و حوادث

مقتل جندي فرنسي في العراق


تطورات فضيحة طائرة الذهب المصرية في زامبيا


السنغال: نقل المعارض سونكو المضرب عن الطعام للعناية المركزة


مقتل مصلين بانهيار مسجد في شمال غرب نيجيريا


تساقطات مطرية تفضح هشاشة البنية التحتية بعاصمة الفوسفاط العالمية

 
بيانات وتقارير

تقرير أممي: داعش يكثف توغله بمالي


خارجية النيجر: وثيقة مزيفة وراء طرد سفراء من البلاد


مجموعة بريكس : لافروف يكشف معايير قبول عضوية 6 دول


كواليس مكالمة وزير الخارجية الموريتاني مع نظيره الأوكراني


رئيس النيجر السابق ينفي تورطه في الانقلاب

 
كاريكاتير و صورة

شباب عاطلون عن العمل ينتفضون بطانطان ضد الاقصاء و تمويل تفاهة كاري حنكو
 
شخصيات صحراوية

فعاليات موسم طانطان : تكريم شركة مواطنة رائدة بميناء طانطان


وترجل رائد المثقفين والأعمـال / محمدٌ ولد إشدو

 
جالية

جماعة أيت ملول تعرض حصيلة عمل مكتب استقبال وتوجيه مغاربة العالم بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر

 
رسالة صحراوية

بُومْدَيْدْ :مَشْهَديةُ إنْقاذٍ مُعجِزة

 
صورة بيئية خاصة

دراسة : تلوث الهواء يقلل من متوسط العمر المتوقع للشخص

 
جماعات قروية

رجل سلطة يرفض تسليم وثقية إدارية لمواطن بجوار توتلين إقليم كليميم

 
أنشطة الجمعيات

هيئة المحامين بخريبكة تتبرع لفائدة ضحايا الزلزال


اختتام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات الصيفية


فن الرقص التعبيري في موسم طانطان

 
شكاية مواطن

فيديو ..ضحية رئيس بلدية الوطية السابق يطلق صرخة لإنقاذ أسرته من التشرد

 
موريتانية

هكذا تفاعلت موريتانيا مع زلزال المغرب

 
تهاني ومناسبات

مجموعة أبوغزاله تكرم الفائزين بجائزة الملكة رانيا للتميز التربوي

 
وظائف ومباريات

وزارة العدل تقرر تنظيم امتحان جديد لولوج مهنة المحاماة

 
الصحية

دراسة : الضحك يساعد في علاج أمراض القلب

 
تعزية

نواكشوط: المئات يؤدون صلاة الجنازة على الراحل محمد ولد حمباره

 
البحث بالموقع
 
الصحراوية نيوز

دلال الغزالي تتألق في السباق الرمضاني المغربي


طلال مناجيًّا أم طلال

 
خدمة rss
 

»  rss الأخبار

 
 

»  rss صوت وصورة

 
 
مطبخ

دراسة: “عصير طبيعي” يقلل خطر الإصابة بنوبة قلبية

 
ركن البحث عن المتغيّبين و المختفين

اختفاء قاصر عن الأنظار في ظروف غامضة بالعرائش

 
اغاني طرب صحراء نيوز

الأشخاص الغلط للفنان فضل شاكر تتخطى حاجز المليون مشاهدة


فضل شاكر يطرح ثاني أعماله الغنائية.. قال حب قال


فضل شاكر يطلق أولى أغنيات ألبومه الجديد


رائعة مجموعة شباب وادنون للطرب الحساني

 
ترتيبنا بأليكسا
 
مرصد صحراء نيوز

اعتداء يطال صحفيا وحقوقيا بسبب الفرقة الوطنية


الصحافي اوس رشيد يتلقى تهديدات بالقتل


اقليم طانطان : AMDH بلاغ حول الخروقات والاختلالات التي تشوب برنامج أوراش


اعتقال مهدد ملك اللايف بالقتل .. تزايد التهديدات ضد النشطاء بالطنطان

 
الأكثر تعليقا
 
رسوم متحركة للأطفال

أغنية طلع البدر علينا


ماوكلي الحلقة 52 الأخيرة


صيام الاطفال في رمضان

 
عين على الوطية

برنامج دار الشعر بمراكش الدورة الرابعة لتظاهرة شواطئ الشعر الوطية 2023


متقاعدي وأرامل العسكريين ينظمون جمع عام باقليم الطنطان


الوطية : نشاط خيري بمناسبة عيد الأضحى المبارك


جمعية الصفوة تدشن أنشطتها بجماعة الوطية

 
طانطان 24

المعارضة في جماعة طانطان تطلب ضمانات لإقرار قيادة جديدة


حفل التميز باقليم طانطان يتوج التلاميذ المتفوقين ..


كواليس حريق خيام ضيافة موسم طانطان

 
 

"الطوارق رجال الصحراء".. رحلات تعبر المفازات القاتلة إلى مناجم الملح
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 07 يناير 2023 الساعة 35 : 17


الطوارق، أو الرجال الزُرق، هم سادة الصحراء الكبرى ونبلاؤها، والوحيدون القادرون على كظم غيظها، يعيشون على أراض تتعزز فيها قيم الشرف والضيافة، ويخضعون فقط للقوانين التي تمليها المياه، لطالما خشيهم الأعداء لضراوتهم في حماية أراضيهم الوعرة، لا يعرفون معنى الحدود، بل يعرفون أن هذه الصحراء لهم، وأنهم وحدهم القادرون على التحكم بها.

في هذه الفيلم الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان “الطوارق.. رجال الصحراء”، سوف نتعرف على طبيعة هذه القبائل وأماكن سكناها، وطرائق عيشها ووسائل ترحالها، وعن مواردها وكيفية إدارتها، وعلاقاتها مع الدول والتجمعات البشرية في الجوار.

رحلة التجارة.. غيبة رجال القبيلة إلى مناجم الملح

تتوسع الصحراء الكبرى -أكبر صحاري العالم- شمال أفريقيا باستمرار، نتيجة لتغير المناخ، وتزيد مساحتها عن 9 ملايين كيلومتر مربع، وتسكنها قبائل الطوارق، في الجزائر وليبيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو.

وقد أحدث وصول الجمل ذي السنام ثورة في شمال أفريقيا، فقد جاء به الفرس إلى مصر عام 525 قبل الميلاد، وسمحت له قوته وتحمله العطشَ أن يفتح طرقا للتجارة خلال الصحراء، وتنطلق قوافل الطوارق بين أكتوبر وفبراير (تشرين أول وشباط) في رحلة شاقة، هدفها التجارة ومقايضة البضائع، حسبما تحتاجها التجمعات المختلفة.

وقبل الرحلة بأيام تقوم النساء بتجهيز وجبة الطعام الرئيسية؛ عصيدة “البولا”، وهي معجون مصنوع من التمر وجبن الماعز ونبات الدخن ودقيق الذرة، وهو الطعام الذي سيستخدمه رجال القافلة في رحلتهم إلى مناجم الملح في فاتشي بواحة بيلما. وفي حرّ النهار يذيب رجال القافلة المعجون في الماء لإعداد مشروب طاقة منشط، ويشربون الشاي ويأكلون الملح ليقيهم من الجفاف.

وتنشط النساء كذلك في صناعة الحُصُر التي سينقل فيها الرجال الملح، بينما يقوم الرجال بصناعة الحبال من العشب الجاف لربط الأحمال على الجمال، ويتأكدون من سلامة القِرَب التي ستحمل الماء طوال الرحلة.

رقصة الزعماء.. انطلاق القافلة على قرع الطبول

تقع سلسلة جبال آيير شمال وسط النيجر، ويبلغ ارتفاعها 2000 متر، كأنها جزيرة تحيط بها الرمال من كل مكان، وهي موطن عشيرة “كالأواي”، أفضل قادة القوافل، وتقع بلدتهم تيميا شمال جبال آيير، على ضفتَي نهر جاف تمر به المياه بشكل متقطع، من هنا تنطلق القوافل متجهة إلى أغاديس لتدخل صحراء تينيري.

تشترى البضائع التي سيقايض بها الملح من جمعية القرية التعاونية، وتكال بحفنة اليد، من ذرة سميد طماطم مجففة وفلفل حار، وتحفظ بحيث لا يتسرب إليها الماء، وهنالك الليمون ذو القيمة العالية الذي تفتقر إليه وجهتهم القادمة بيلما.

قبل انطلاق القافلة يقام احتفال “تندي”، ويرتدي فيه زعماء القبائل أجمل ملابسهم ويصبغون عمائمهم بالأزرق النيلي، وتتزين الجِمال بالزخارف التقليدية التي تظهر النسب النبيل لراكبيها، يستعرض الرجال مهاراتهم في ركوب الجمال، ويتغنون بشجاعتهم في قهر الصحراء بينما تطلق النساء الزغاريد تيمنا برحلة سعيدة غنية.

تقرع طبول التندي في مناسبات الزواج، وعند بلوغ الفتيان 15 عاما، إذ يلتثمون بعمائمهم للمرة الأولى، وتبلغ الاحتفالات أوجها عندما يقوم زعماء القبائل بأداء رقصات خاصة على قرع طبول التندي، ويرفعون راياتهم المميزة.

يوم الرحلة يجهزون جمالهم بأحمالها بقيادة “المادوغو”، وهم مرشدو القافلة والمسؤولون عن الرحلة منذ تلك اللحظة، فهم الذين يعرفون طرقها ويستدلون على مسالكها ليلا ونهارا، إنهم يتوارثون هذه المهارات جيلا بعد جيل.

قوانين الماء.. خطة اقتصاد الزاد في رحلة الألف كيلومتر

حانت ساعة الرحيل عن تيميا، هناك ألف كيلومتر تفصلهم عن مناجم الملح في فاتشي، وستستغرق رحلة الذهاب شهرا كاملا، وسوف يحملون معهم ما يكفي من الحشائش لإطعام الجمال ذهابا وإيابا، نظرا لندرة الحشائش في واحة بيلما، ويملؤون قربهم بالماء ويسقون إبلهم من آخر بئر في آيير، فلن يجدوا الماء بعد ذلك.

يبدأ تقنين صرف المياه منذ أول خطوة في الرحلة، وستؤثر الرقابة الصارمة على مخزون الماء في نتيجة الرحلة وإنقاذ حياتهم، وتعتبر الأيام الأولى هي الأصعب، ويبنون عليها وتيرة سيرهم، ويشغل تفكيرهم ذكريات رحلات سابقة، ومحيطات الرمال والرياح الباردة والتعب.

ها هي صخور دافوس السحرية، تمر بها جميع قوافل آيير، وقد رسم عليها الرجل الأسطورة “أنوغوران” نقوش الزرافات والحيوانات قبل 10 آلاف عام، وتفيد بأنه كان هنالك خضرة ومياه قبل أن تتصحر المنطقة.

ففي عام 1321م زار ابن بطوطة هذه الصحراء، وتحدث عن رجالها الذين من غير إذنهم وإرشادهم لن تستطيع قافلة استئناف سفرها، ووصف خيام الطوارق المصنوعة من الجلد، وقال عن نسائهم إنهن يتمتعن بمنزلة أعلى من الرجال.

صحراء تينيري.. مفازة لا يعبرها إلا من يسمع همس الرمال

أثاث الناس في بلاد الطوارق بسيط، تحت خيمة الجلد سرير متنقل مصنوع من جذوع الشجر، وأوانٍ بدائية للطهي، ووعاء من القرع لحفظ الطعام مرفوع أعلى السرير حتى لا تصله القوارض، وتشتري المرأة الأثاث من مهرها، وإذا حصل الطلاق فيبقى لها.

يعيش بدو جبال آيير في خيام من الحصير المجدول، ينصبونها في الوديان، ولا يأخذونها معهم حين الارتحال، فلربما عادوا في رحلة ثانية واستخدموها، أو ربما يستخدمها غيرهم، وتقوم النساء بنسج هذه الحصر من سعف النخيل والأعشاب الطويلة المتينة.

اقتربت القافلة من صحراء تينيري، وهي صحراء داخل صحراء، قادة الطوارق المخضرمون هم الذين يستطيعون اجتيازها دون أن يهلكوا، ويسمونها سندان الشمس، فتدمر بمطارق أشعتها الحارقة كل علامات الحياة. وتتحرك القافلة يوميا بعد الشروق، ويستغرق تحميل الجمال وتناول الطعام نحو ساعتين، ولن يتناولوا طعاما بعدها حتى التخييم الثاني عند الغروب.

دخلت القافلة في محيط لا نهاية له من الرمال، إنها صحراء تينيري، وهنا أسلموا قيادتهم كليا للمادوغو، فهو وحده الذي يسمع همس الرمال ويعرف إشاراتها، ويمكن أن تجتمع أكثر من قافلة صغيرة في رحلة واحدة طلبا للأمان، ويقال إن رحلة في عام 1988 اجتمع فيها 20 ألف جمل، يقطعون 40-50 كم كل 16 ساعة.

بلاد الطوارق.. حرية تكسر عبودية الدولة الحديثة

في نهاية القرن الـ18 بدأ الرحالة الأوروبيون يستكشفون الصحراء الكبرى، ومات معظمهم في صراعات مع الطوارق الشرسين، وكان الطوارق يفرضون ضرائب على من يريد المرور، فإما الدفع أو السلب والقتل.

وقد سيطر محاربو الطوارق على جميع طرق الصحراء الكبرى فترة طويلة، وإلى غاية القرن العشرين كانوا يرون أنهم مالكو هذه الصحراء، ويقتلون كل من لا يستجيب لأوامرهم، وبعد الاحتلال الأوروبي لأفريقيا فرضت فرنسا حدودا مزقت وحدة الطوارق، فأصبحوا قوة متمردة، وخصوصا في مالي والنيجر.

ولا يؤمن الطارقي بأي حد أو سياج يعرقل حرية حركته، ولا يستسلمون ولا يعترفون بأنهم مشردون، فهم ينتمون إلى الأرض فقط ولا يؤمنون بالدولة الحديثة، ولكنهم يحتفظون بعلاقات تجارية مع قبائل “الهاوسا” و”اليارما”، فيقايضونهم بالملح مقابل فائض الحبوب.

كما يصنع الطوارق أسلحتهم من السيوف والخناجر والمناجل بأيدي حدادين مهرة منهم، والقبيلة القوية هي القبيلة التي فيها حدادون ذوو خبرة ودراية في صناعة الأسلحة وتشكيل المعادن، ولا يتحرك الطارقي إلا بسيفه “التاكوبا”، فهو رمز نسبه وشرفه، تماما مثل لثامه. أما الغمد فيصنع من جلود البقر، ويكون مليئا بالزخارف.

رائحة الماء.. إبل عطشى تجد طريق الآبار في الصحراء

مع غروب الشمس تبدأ الحياة، فأثناء النهار لا يتحدثون، والتركيز منصبّ على الرحلة وإبقاء الجمال في حالة حركة ونشاط، وقبل أن يحل الظلام يقيمون مخيما ويُنزلون أحمالهم ويوزعون مهمات الطهي وتقييد الجمال وإطعامها وتفقد المياه.

يعتمد رجال القافلة في طعامهم على لحم الضأن وعصيدة البولا في الأيام الأولى من الرحلة، وبعد أن ينفد اللحم لا يبقى لهم سوى العصيدة وحليب النوق، بينما أهلهم المستقرون في القرى يتناولون مشتقات الحليب من الأجبان والزبدة، ويطهون الأرز بالإضافة إلى العصيدة.

وتُسقى الجمال كل 4-5 أيام، ويسترشد بها الطوارق في اختيار أماكن الآبار، فالجمال تشم رائحة الماء على بُعد كيلومترات، أما حفّارو الآبار فلهم مكانة مهمة في مجتمعات البدو، فمهنتهم خطرة جدا قد تودي بحياتهم، ويُدفَنون أحياء في الآبار التي يحفرونها.

وفي آيير مراعٍ جيدة للماشية، فالمنطقة تحوي طبقات من المياه الجوفية، ولكل عشيرة آبارها، ويفرضون ضرائب على الرعاة من قبائل أخرى بعينها، لكن قانونهم بشكل عام يمنع فرض الضرائب على الماء، وقد تصل عقوبة الذين يمنعون الماء عن الناس حد الإعدام.

كما يقننون توزيع الماء على الناس والحيوانات، وهنالك حارس على كل بئر لمراقبة استهلاك الماء، وتعطى الأولوية لسقى الإبل، فهي أنبل الحيوانات لديهم، ثم البقر فالماشية والحمير.

معلم القرية.. طبقة رجال الدين في نظام هرمي صارم

يعمل بعض قبائل السود الأفارقة كأفراد “البيلّا” و”الفولان” عبيدا عند الطوارق، ولكن بالتراضي بين الطرفين، فهم يرعون لهم أبقارهم وماشيتهم، وينتشلون لهم الماء من الآبار. ويتكوَّن مجتمع الطوارق من تسلسل هرمي صارم يضم النبلاء ورجال الدين والمقاتلين، ثم الحرفيين الذين ينقسمون إلى أحرار وعبيد.

وتعرف قرى اليارما بحجمها الكبير ومخازن الحبوب الكثيرة فيها، مثل الدخن والذرة والقمح، وقراهم على الحدود بين أفريقيا البيضاء والسوداء، عند نهر النيجر الأسطوري، ويبلغ طوله 4184 كيلومترا، وهو ثالث أطول أنهار أفريقيا بعد النيل والكونغو، وهو شريان النقل الرئيسي في غرب أفريقيا ويعتبر الحدود الجنوبية الطبيعية للطوارق.

الطوارق مسلمون بالكلية، ويقضي أطفالهم النهار في حفظ القرآن مع معلم القرية، ويجب عليهم حفظ القرآن كاملا وتفسيره كما يمليه عليهم المعلم، ومع هذا فما يزالون متأثرين ببعض الموروثات والطقوس الوثنية التي كانت عليها شعوبهم قبل الإسلام، فيؤمنون بالسحر والشعوذة وطرد الأرواح الشريرة من خلال طقوس ورقصات غريبة.

أشجار النخيل.. فرح أخضر بعد عاصفة سوداء

تهب على القافلة موجات من العواصف الرملية الشديدة، وتستمر ساعات خلال النهار بحيث تنحسر الرؤية الأفقية إلى بضعة أمتار فقط، لكن هذا لا يثني المادوغو عن المضي قدما أمام القافلة، فالتوقف يعني الهلاك، وهنا تعبير آخر عن الحنكة والشجاعة لدى المادوغو وبقية رجال القافلة في معرفة الطريق ومواجهة أقسى الظروف.

وحين تصبح القافلة على وشك الوصول إلى واحة بيلما، يكون التعب والإرهاق قد أخذا من الإبل والرجال كل مأخذ، فهم يسيرون منذ شهر تقريبا دون كلل أو ملل، وتفيض مشاعرهم بالبهجة عند الوصول، وتلوح لهم الخضرة وأشجار النخيل من بعيد، وقد خرج إمام المسجد لاستقبالهم، وسيمكثون هنا أسبوعا لقضاء أعمالهم، ريثما تتعافى الإبل مما لاقت من التعب أثناء الرحلة.

سوق فاتشي.. مقايضة البضائع الحضرية بالملح والتمر

ينعقد السوق وتبدأ المقايضة، ورجال القافلة لديهم الحبوب والفواكه المجففة، وأهل الواحة لديهم قوالب الملح التي جهزوها مسبقا، يرتبونها ويضعون كميات من القش بين القوالب حتى لا تنكسر، فالمكسور يباع بنصف الثمن. وتشتهر نساء الواحة بالمفاصلة والمماكسة، وهن اللاتي يعقدن الصفقات مع رجال القافلة.

أهل فاتشي لا ينتجون سوى الملح والتمر، ولكل عائلة قطعة أرض يجمعون فيها الملح بعد أن تتبخر عنه المياه، ويكون مخلوطا ببعض الطين، وتتغذى عليه الحيوانات، أما الملح الأبيض الصافي فهذا هو النوع الفاخر الذي يستخدمه البشر.

وبعد انقضاء السوق يبدأ الطوارق بتحميل بضائعهم وأشيائهم على الجمال، ويستطيع الجمل أن يحمل من الملح زنة 150 كيلوغراما، وهم يستعدون لرحلة العودة المضنية الطويلة، ولكنهم في حالة نفسية ومعنويات مرتفعة، فهذه آخر رحلة لهذا العام، وستكون الرحلة القادمة في الخريف القادم.

زغاريد النساء وتكبيرات الرجال.. حفل العودة إلى الديار

يعيش الطوارق اليوم نوعا من الاضطهاد، فبعد الحدود والدولة الحديثة، وبعد اكتشاف حقول والنفظ ومناجم الذهب واليورانيوم، وبعد تغول فرنسا والدول الأوروبية على كنوز أفريقيا، أصبح الطوارق يواجهون تحديات وجودية، وما يزالون يواجهونها بقوة، من أجل العودة إلى نظام حياتهم الذي لا يعترف بالحدود.

وبعد شهرين من رحلة قاسية، واجه خلالها رجال الصحراء الشجعان الأهوال والأخطار، وصلت القافلة أخيرا إلى الديار، واستقبلتهم القرية الصغيرة عن بكرة أبيها بطبول التندي، تعبيرا عن الفرح والبهجة بعودة القافلة، وزغردت النساء وسط تكبيرات الرجال وشكرهم لله الذي أعادهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

rimafric

الطوارق، أو الرجال الزُرق، هم سادة الصحراء الكبرى ونبلاؤها، والوحيدون القادرون على كظم غيظها، يعيشون على أراض تتعزز فيها قيم الشرف والضيافة، ويخضعون فقط للقوانين التي تمليها المياه، لطالما خشيهم الأعداء لضراوتهم في حماية أراضيهم الوعرة، لا يعرفون معنى الحدود، بل يعرفون أن هذه الصحراء لهم، وأنهم وحدهم القادرون على التحكم بها.

في هذه الفيلم الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان “الطوارق.. رجال الصحراء”، سوف نتعرف على طبيعة هذه القبائل وأماكن سكناها، وطرائق عيشها ووسائل ترحالها، وعن مواردها وكيفية إدارتها، وعلاقاتها مع الدول والتجمعات البشرية في الجوار.

رحلة التجارة.. غيبة رجال القبيلة إلى مناجم الملح

تتوسع الصحراء الكبرى -أكبر صحاري العالم- شمال أفريقيا باستمرار، نتيجة لتغير المناخ، وتزيد مساحتها عن 9 ملايين كيلومتر مربع، وتسكنها قبائل الطوارق، في الجزائر وليبيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو.

وقد أحدث وصول الجمل ذي السنام ثورة في شمال أفريقيا، فقد جاء به الفرس إلى مصر عام 525 قبل الميلاد، وسمحت له قوته وتحمله العطشَ أن يفتح طرقا للتجارة خلال الصحراء، وتنطلق قوافل الطوارق بين أكتوبر وفبراير (تشرين أول وشباط) في رحلة شاقة، هدفها التجارة ومقايضة البضائع، حسبما تحتاجها التجمعات المختلفة.

وقبل الرحلة بأيام تقوم النساء بتجهيز وجبة الطعام الرئيسية؛ عصيدة “البولا”، وهي معجون مصنوع من التمر وجبن الماعز ونبات الدخن ودقيق الذرة، وهو الطعام الذي سيستخدمه رجال القافلة في رحلتهم إلى مناجم الملح في فاتشي بواحة بيلما. وفي حرّ النهار يذيب رجال القافلة المعجون في الماء لإعداد مشروب طاقة منشط، ويشربون الشاي ويأكلون الملح ليقيهم من الجفاف.

وتنشط النساء كذلك في صناعة الحُصُر التي سينقل فيها الرجال الملح، بينما يقوم الرجال بصناعة الحبال من العشب الجاف لربط الأحمال على الجمال، ويتأكدون من سلامة القِرَب التي ستحمل الماء طوال الرحلة.

رقصة الزعماء.. انطلاق القافلة على قرع الطبول

تقع سلسلة جبال آيير شمال وسط النيجر، ويبلغ ارتفاعها 2000 متر، كأنها جزيرة تحيط بها الرمال من كل مكان، وهي موطن عشيرة “كالأواي”، أفضل قادة القوافل، وتقع بلدتهم تيميا شمال جبال آيير، على ضفتَي نهر جاف تمر به المياه بشكل متقطع، من هنا تنطلق القوافل متجهة إلى أغاديس لتدخل صحراء تينيري.

تشترى البضائع التي سيقايض بها الملح من جمعية القرية التعاونية، وتكال بحفنة اليد، من ذرة سميد طماطم مجففة وفلفل حار، وتحفظ بحيث لا يتسرب إليها الماء، وهنالك الليمون ذو القيمة العالية الذي تفتقر إليه وجهتهم القادمة بيلما.

قبل انطلاق القافلة يقام احتفال “تندي”، ويرتدي فيه زعماء القبائل أجمل ملابسهم ويصبغون عمائمهم بالأزرق النيلي، وتتزين الجِمال بالزخارف التقليدية التي تظهر النسب النبيل لراكبيها، يستعرض الرجال مهاراتهم في ركوب الجمال، ويتغنون بشجاعتهم في قهر الصحراء بينما تطلق النساء الزغاريد تيمنا برحلة سعيدة غنية.

تقرع طبول التندي في مناسبات الزواج، وعند بلوغ الفتيان 15 عاما، إذ يلتثمون بعمائمهم للمرة الأولى، وتبلغ الاحتفالات أوجها عندما يقوم زعماء القبائل بأداء رقصات خاصة على قرع طبول التندي، ويرفعون راياتهم المميزة.

يوم الرحلة يجهزون جمالهم بأحمالها بقيادة “المادوغو”، وهم مرشدو القافلة والمسؤولون عن الرحلة منذ تلك اللحظة، فهم الذين يعرفون طرقها ويستدلون على مسالكها ليلا ونهارا، إنهم يتوارثون هذه المهارات جيلا بعد جيل.

قوانين الماء.. خطة اقتصاد الزاد في رحلة الألف كيلومتر

حانت ساعة الرحيل عن تيميا، هناك ألف كيلومتر تفصلهم عن مناجم الملح في فاتشي، وستستغرق رحلة الذهاب شهرا كاملا، وسوف يحملون معهم ما يكفي من الحشائش لإطعام الجمال ذهابا وإيابا، نظرا لندرة الحشائش في واحة بيلما، ويملؤون قربهم بالماء ويسقون إبلهم من آخر بئر في آيير، فلن يجدوا الماء بعد ذلك.

يبدأ تقنين صرف المياه منذ أول خطوة في الرحلة، وستؤثر الرقابة الصارمة على مخزون الماء في نتيجة الرحلة وإنقاذ حياتهم، وتعتبر الأيام الأولى هي الأصعب، ويبنون عليها وتيرة سيرهم، ويشغل تفكيرهم ذكريات رحلات سابقة، ومحيطات الرمال والرياح الباردة والتعب.

ها هي صخور دافوس السحرية، تمر بها جميع قوافل آيير، وقد رسم عليها الرجل الأسطورة “أنوغوران” نقوش الزرافات والحيوانات قبل 10 آلاف عام، وتفيد بأنه كان هنالك خضرة ومياه قبل أن تتصحر المنطقة.

ففي عام 1321م زار ابن بطوطة هذه الصحراء، وتحدث عن رجالها الذين من غير إذنهم وإرشادهم لن تستطيع قافلة استئناف سفرها، ووصف خيام الطوارق المصنوعة من الجلد، وقال عن نسائهم إنهن يتمتعن بمنزلة أعلى من الرجال.

صحراء تينيري.. مفازة لا يعبرها إلا من يسمع همس الرمال

أثاث الناس في بلاد الطوارق بسيط، تحت خيمة الجلد سرير متنقل مصنوع من جذوع الشجر، وأوانٍ بدائية للطهي، ووعاء من القرع لحفظ الطعام مرفوع أعلى السرير حتى لا تصله القوارض، وتشتري المرأة الأثاث من مهرها، وإذا حصل الطلاق فيبقى لها.

يعيش بدو جبال آيير في خيام من الحصير المجدول، ينصبونها في الوديان، ولا يأخذونها معهم حين الارتحال، فلربما عادوا في رحلة ثانية واستخدموها، أو ربما يستخدمها غيرهم، وتقوم النساء بنسج هذه الحصر من سعف النخيل والأعشاب الطويلة المتينة.

اقتربت القافلة من صحراء تينيري، وهي صحراء داخل صحراء، قادة الطوارق المخضرمون هم الذين يستطيعون اجتيازها دون أن يهلكوا، ويسمونها سندان الشمس، فتدمر بمطارق أشعتها الحارقة كل علامات الحياة. وتتحرك القافلة يوميا بعد الشروق، ويستغرق تحميل الجمال وتناول الطعام نحو ساعتين، ولن يتناولوا طعاما بعدها حتى التخييم الثاني عند الغروب.

دخلت القافلة في محيط لا نهاية له من الرمال، إنها صحراء تينيري، وهنا أسلموا قيادتهم كليا للمادوغو، فهو وحده الذي يسمع همس الرمال ويعرف إشاراتها، ويمكن أن تجتمع أكثر من قافلة صغيرة في رحلة واحدة طلبا للأمان، ويقال إن رحلة في عام 1988 اجتمع فيها 20 ألف جمل، يقطعون 40-50 كم كل 16 ساعة.

بلاد الطوارق.. حرية تكسر عبودية الدولة الحديثة

في نهاية القرن الـ18 بدأ الرحالة الأوروبيون يستكشفون الصحراء الكبرى، ومات معظمهم في صراعات مع الطوارق الشرسين، وكان الطوارق يفرضون ضرائب على من يريد المرور، فإما الدفع أو السلب والقتل.

وقد سيطر محاربو الطوارق على جميع طرق الصحراء الكبرى فترة طويلة، وإلى غاية القرن العشرين كانوا يرون أنهم مالكو هذه الصحراء، ويقتلون كل من لا يستجيب لأوامرهم، وبعد الاحتلال الأوروبي لأفريقيا فرضت فرنسا حدودا مزقت وحدة الطوارق، فأصبحوا قوة متمردة، وخصوصا في مالي والنيجر.

ولا يؤمن الطارقي بأي حد أو سياج يعرقل حرية حركته، ولا يستسلمون ولا يعترفون بأنهم مشردون، فهم ينتمون إلى الأرض فقط ولا يؤمنون بالدولة الحديثة، ولكنهم يحتفظون بعلاقات تجارية مع قبائل “الهاوسا” و”اليارما”، فيقايضونهم بالملح مقابل فائض الحبوب.

كما يصنع الطوارق أسلحتهم من السيوف والخناجر والمناجل بأيدي حدادين مهرة منهم، والقبيلة القوية هي القبيلة التي فيها حدادون ذوو خبرة ودراية في صناعة الأسلحة وتشكيل المعادن، ولا يتحرك الطارقي إلا بسيفه “التاكوبا”، فهو رمز نسبه وشرفه، تماما مثل لثامه. أما الغمد فيصنع من جلود البقر، ويكون مليئا بالزخارف.

رائحة الماء.. إبل عطشى تجد طريق الآبار في الصحراء

مع غروب الشمس تبدأ الحياة، فأثناء النهار لا يتحدثون، والتركيز منصبّ على الرحلة وإبقاء الجمال في حالة حركة ونشاط، وقبل أن يحل الظلام يقيمون مخيما ويُنزلون أحمالهم ويوزعون مهمات الطهي وتقييد الجمال وإطعامها وتفقد المياه.

يعتمد رجال القافلة في طعامهم على لحم الضأن وعصيدة البولا في الأيام الأولى من الرحلة، وبعد أن ينفد اللحم لا يبقى لهم سوى العصيدة وحليب النوق، بينما أهلهم المستقرون في القرى يتناولون مشتقات الحليب من الأجبان والزبدة، ويطهون الأرز بالإضافة إلى العصيدة.

وتُسقى الجمال كل 4-5 أيام، ويسترشد بها الطوارق في اختيار أماكن الآبار، فالجمال تشم رائحة الماء على بُعد كيلومترات، أما حفّارو الآبار فلهم مكانة مهمة في مجتمعات البدو، فمهنتهم خطرة جدا قد تودي بحياتهم، ويُدفَنون أحياء في الآبار التي يحفرونها.

وفي آيير مراعٍ جيدة للماشية، فالمنطقة تحوي طبقات من المياه الجوفية، ولكل عشيرة آبارها، ويفرضون ضرائب على الرعاة من قبائل أخرى بعينها، لكن قانونهم بشكل عام يمنع فرض الضرائب على الماء، وقد تصل عقوبة الذين يمنعون الماء عن الناس حد الإعدام.

كما يقننون توزيع الماء على الناس والحيوانات، وهنالك حارس على كل بئر لمراقبة استهلاك الماء، وتعطى الأولوية لسقى الإبل، فهي أنبل الحيوانات لديهم، ثم البقر فالماشية والحمير.

معلم القرية.. طبقة رجال الدين في نظام هرمي صارم

يعمل بعض قبائل السود الأفارقة كأفراد “البيلّا” و”الفولان” عبيدا عند الطوارق، ولكن بالتراضي بين الطرفين، فهم يرعون لهم أبقارهم وماشيتهم، وينتشلون لهم الماء من الآبار. ويتكوَّن مجتمع الطوارق من تسلسل هرمي صارم يضم النبلاء ورجال الدين والمقاتلين، ثم الحرفيين الذين ينقسمون إلى أحرار وعبيد.

وتعرف قرى اليارما بحجمها الكبير ومخازن الحبوب الكثيرة فيها، مثل الدخن والذرة والقمح، وقراهم على الحدود بين أفريقيا البيضاء والسوداء، عند نهر النيجر الأسطوري، ويبلغ طوله 4184 كيلومترا، وهو ثالث أطول أنهار أفريقيا بعد النيل والكونغو، وهو شريان النقل الرئيسي في غرب أفريقيا ويعتبر الحدود الجنوبية الطبيعية للطوارق.

الطوارق مسلمون بالكلية، ويقضي أطفالهم النهار في حفظ القرآن مع معلم القرية، ويجب عليهم حفظ القرآن كاملا وتفسيره كما يمليه عليهم المعلم، ومع هذا فما يزالون متأثرين ببعض الموروثات والطقوس الوثنية التي كانت عليها شعوبهم قبل الإسلام، فيؤمنون بالسحر والشعوذة وطرد الأرواح الشريرة من خلال طقوس ورقصات غريبة.

أشجار النخيل.. فرح أخضر بعد عاصفة سوداء

تهب على القافلة موجات من العواصف الرملية الشديدة، وتستمر ساعات خلال النهار بحيث تنحسر الرؤية الأفقية إلى بضعة أمتار فقط، لكن هذا لا يثني المادوغو عن المضي قدما أمام القافلة، فالتوقف يعني الهلاك، وهنا تعبير آخر عن الحنكة والشجاعة لدى المادوغو وبقية رجال القافلة في معرفة الطريق ومواجهة أقسى الظروف.

وحين تصبح القافلة على وشك الوصول إلى واحة بيلما، يكون التعب والإرهاق قد أخذا من الإبل والرجال كل مأخذ، فهم يسيرون منذ شهر تقريبا دون كلل أو ملل، وتفيض مشاعرهم بالبهجة عند الوصول، وتلوح لهم الخضرة وأشجار النخيل من بعيد، وقد خرج إمام المسجد لاستقبالهم، وسيمكثون هنا أسبوعا لقضاء أعمالهم، ريثما تتعافى الإبل مما لاقت من التعب أثناء الرحلة.

سوق فاتشي.. مقايضة البضائع الحضرية بالملح والتمر

ينعقد السوق وتبدأ المقايضة، ورجال القافلة لديهم الحبوب والفواكه المجففة، وأهل الواحة لديهم قوالب الملح التي جهزوها مسبقا، يرتبونها ويضعون كميات من القش بين القوالب حتى لا تنكسر، فالمكسور يباع بنصف الثمن. وتشتهر نساء الواحة بالمفاصلة والمماكسة، وهن اللاتي يعقدن الصفقات مع رجال القافلة.

أهل فاتشي لا ينتجون سوى الملح والتمر، ولكل عائلة قطعة أرض يجمعون فيها الملح بعد أن تتبخر عنه المياه، ويكون مخلوطا ببعض الطين، وتتغذى عليه الحيوانات، أما الملح الأبيض الصافي فهذا هو النوع الفاخر الذي يستخدمه البشر.

وبعد انقضاء السوق يبدأ الطوارق بتحميل بضائعهم وأشيائهم على الجمال، ويستطيع الجمل أن يحمل من الملح زنة 150 كيلوغراما، وهم يستعدون لرحلة العودة المضنية الطويلة، ولكنهم في حالة نفسية ومعنويات مرتفعة، فهذه آخر رحلة لهذا العام، وستكون الرحلة القادمة في الخريف القادم.

زغاريد النساء وتكبيرات الرجال.. حفل العودة إلى الديار

يعيش الطوارق اليوم نوعا من الاضطهاد، فبعد الحدود والدولة الحديثة، وبعد اكتشاف حقول والنفظ ومناجم الذهب واليورانيوم، وبعد تغول فرنسا والدول الأوروبية على كنوز أفريقيا، أصبح الطوارق يواجهون تحديات وجودية، وما يزالون يواجهونها بقوة، من أجل العودة إلى نظام حياتهم الذي لا يعترف بالحدود.

وبعد شهرين من رحلة قاسية، واجه خلالها رجال الصحراء الشجعان الأهوال والأخطار، وصلت القافلة أخيرا إلى الديار، واستقبلتهم القرية الصغيرة عن بكرة أبيها بطبول التندي، تعبيرا عن الفرح والبهجة بعودة القافلة، وزغردت النساء وسط تكبيرات الرجال وشكرهم لله الذي أعادهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

rimafric





 




 

 

 

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي صحراء نيوز

 

كل التعليقات التي تتضمن السب والشتم والإهانة للأشخاص تعني كاتبها وليس  للجريدة أية مسؤولية عنها

: لمراسلاتكم ونشر أخباركم و اعلانتكم راسلونا

[email protected]

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



الطواغيتُ العرب عناترٌ قبل السقوط جرذانٌ بعده

في الحاجة إلى ثورة ثقافية

صدور عدد جديد من جريدة " دعوة الحرية "

عفو عن ثلاثة آلاف سجين في مصر بمناسبة ذكرى الثورة

انفراد : الثوار الطوارق يحررون عدة مدن من الجيش المالي في ازواد

اصابة زعيم الثوار الطوارق فى مواجهات عنيفة مع الجيش المالى

وزير الخارجية الموريتاني : يؤكد ان مطالب الطوارق عادلة وشرعية فى ازواد

بيان الشباب الامازيغى حول الثورة الازوادية في مالي

مظاهرات في بامكو ضد الطوارق والعرب والجيش المالي ينسحب من " منيكا "

إنتصارات متتالية للثوار الطوارق والجيش المالي يبدأ بدبح المدنيين

"الطوارق رجال الصحراء".. رحلات تعبر المفازات القاتلة إلى مناجم الملح





 
جريدتنا بالفايس بوك
 
إعلانات تجارية

أرابيان سنتر يمنح زواره فرص ربح جوائز تصل قيمتها إلى 200 ألف درهم


السوق المفتوح أكبر موقع إعلانات مبوبة في قطر


السوق المفتوح أكبر موقع بيع وشراء في الإمارات


بيع واشتري أي سيارة في سلطنة عُمان عبر موقع السوق المفتوح

 
استطلاع رأي
ما هو أقصر طريق لتكون من أصحاب الملايين بالصحراء ؟

السياسة
أنشطة مشبوهة
الكفاءة المهنية
الرياضة
الهجرة
الفن


 
النشرة البريدية

 
إعلانات
 
كلنا صحراء نيوز

التسجيل الكامل للأمسية التضامنية مع الجريدة الاولى صحراء نيوز

 
البحار

موريتانيا تبحث مع اليابان بناء سفينة لبحوث المحيطات


موريتانيا : الحكومة توقع اتفاقا مع ملاك السفن


موريتانيا : لا أثر كيمائي لنفوق الأسماك


تركيا : الصيادين الأتراك يعملون بمعرفة السلطات في موريتانيا

 
كاميرا الصحراء نيوز

فضيحة الدجاج المشبوه


ترتيبات أمنية مكثفة ليلة رأس السنة بطانطان


الرّحماني المقهور باقليم طانطان


طانطان : مواطنون يشيدون بالملحقة الإدارية الرابعة

 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  tv الصحراء نيوز

 
 

»  أخبار صحراوية akhbarsahara

 
 

»  jihatpress

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  الدولية

 
 

»  كاميرا الصحراء نيوز

 
 

»  تغطيات الصحراء نيوز

 
 

»  حوار

 
 

»  مقالات

 
 

»  رياضة

 
 

»  فنون و ثقافة

 
 

»  تربية و ثقافة دينية

 
 

»  طرائف صحراوية

 
 

»  رسالة صحراوية

 
 

»  بيانات وتقارير

 
 

»  صورة بيئية خاصة

 
 

»  طلب مساعدة

 
 

»  استطلاع رأي

 
 

»  قضايا الناس

 
 

»  جماعات قروية

 
 

»  لا تقرأ هذا الخبر

 
 

»  وظائف ومباريات

 
 

»  موريتانية

 
 

»  شخصيات صحراوية

 
 

»  جالية

 
 

»  الصحية

 
 

»  أنشطة الجمعيات

 
 

»  تعزية

 
 

»  قضايا و حوادث

 
 

»  الصحراوية نيوز

 
 

»  تحقيقات

 
 

»  التنمية البشرية

 
 

»  شكاية مواطن

 
 

»   كواليس صحراوية

 
 

»  مطبخ

 
 

»  سياحة

 
 

»  شؤون قانونية

 
 

»  ملف الصحراء

 
 

»  كلنا صحراء نيوز

 
 

»  بكل لغات العالم

 
 

»  sahara News Agency

 
 

»  ابداعات

 
 

»  الموروث الثقافي و السياسي

 
 

»  مع العميد

 
 

»  تهاني ومناسبات

 
 

»  البحار

 
 

»  ركن البحث عن المتغيّبين و المختفين

 
 

»  طانطان 24

 
 

»  اغاني طرب صحراء نيوز

 
 

»  مرصد صحراء نيوز

 
 

»  رسوم متحركة للأطفال

 
 

»  عين على الوطية

 
 

»  قلم رصاص

 
 

»   إعلانات تجارية

 
 
أخبار صحراوية akhbarsahara

فرنسا المجلس العسكري بالنيجر لا يملك حق طرد سفيرنا


مساعدات عينية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بإقليم العيون


لقاء احتفائي بالإصدار الشعري الأول للشاعر والمسرحي عبد اللطيف الصافي


وفد ھام من المستثمرین البریطانیین یستكشف فرص الإستثمار في الداخلة


رئيس النيجر: مجموعة دول الساحل لم يكتب لها النجاح

 
مقالات

تحولات الفعل الاجتماعي في المسار الحياتي


السعودية وإيران ... تقارب مؤثر إقليمياً


السلاح التكتوني أو الزلزالي : عبده حقي


العودة إلى غطاء الذهب


دعوة الدكتور عبد الله حمدوك إلى تحكيم صوت العقل


ديمومة الاعمال تحدي وتواصل أجيال

 
تغطيات الصحراء نيوز

انقطاع الماء يثير احتجاجات بطانطان .. تنظيم حقوقي يدخل على الخط


موسم أولاد عبدون بخريبكة يحقق أرقام قياسية


استنكار للاختلالات التي تشوب مهرجان الجمل بكلميم


جدل باقليم طانطان حول حماية الأشخاص المصابين بمرض عقلي

 
jihatpress

جامعة شعيب الدكالي تقصي أغلب مراسلي المنابر الإعلامية الوطنية


تدشين نافورة بمواصفات عالمية بخريبكة


الانقطاعات المتكررة للماء تغضب سكان خريبكة

 
حوار

في حوار صحفي.. الوقادي مندوبة الشعلة بآسفي تقول كل شيء عن الحفل الختامي المزمع تنظيمه في 02 يونيو

 
الدولية

سفير فرنسا: انقلاب النيجر قضية داخلية


البيت الأبيض : التحقيقات الرامية إلى عزل الرئيس الأمريكي دوافعها سياسية


لافروف : روسيا تورد الحبوب إلى 6 دول إفريقية مجاناً

 
بكل لغات العالم

BINTER COMMANDE SIX NOUVEAUX E195-E2 A EMBRAER QUI ARRIVERONT A PARTIR D'AOÛT 2024

 
مع العميد

تكريم صَّحْرَاءُ نْيُوزْ بالعيون

 
رياضة

لكنوزي يخلف ججيلي في رئاسة نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم

 
الموروث الثقافي و السياسي

الحراك الطنطاني

 
سياحة

مهرجان تيم آرتي ينجح في جذب 130 آلف متفرج


مهرجان الأطلس للفيلم الدولي بإيموزار كندر هوية أمازيغية


مدينة مسقط تحتضن مؤتمرات ميستك 2023


تونس تتأهب لاستقبال 9 مليون سائح

 
تربية و ثقافة دينية

الحظاري يكتب: إلى فرصة أخرى

 
فنون و ثقافة

الكلام المرصع في دوار امسوزارت

 
لا تقرأ هذا الخبر

الروبوتات تطمئن البشر: لن نتمرد عليكم!

 
تحقيقات

لماذا يختلف انقلاب الغابون عن نظرائه في الساحل الإفريقي؟

 
شؤون قانونية

المحكمة الجنائية المختصة تستوجه المدير الأسبق للشركة الموريتانية للكهرباء


قراءة في استشارة حول المادة 93 من الدستور الموريتاني

 
ملف الصحراء

المغرب ترفض مساعدات إنسانية من الجزائر

 
sahara News Agency

في اليوم العالمي لحرية الصحافة ( بيان ).. ماذا يواجه الصحفيون بالصحراء ؟


الحملة التطوعية لتنظيف مقبرة الشيخ الفضيل الكبرى بالطنطان


"صحراء نيوز " تتفاعل مع منتخبين

 
ابداعات

في جدوى الكتابة وفي فائدتها!

 
قلم رصاص

الطفل ريان

 
 شركة وصلة